مقال

أم الحضارة ورائدة المهارة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أم الحضارة ورائدة المهارة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 ديسمبر 2023

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على عبدالله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن مصر هي أم البلاد، وهي موطن المجاهدين والعُباد، قهرت قاهرتها الأمم، ووصلت بركاتها إلى العرب والعجم، فهي بلاد كريمة التربة، مؤنسة لذوي الغربة، فكم لمصر وأهلها من فضائل ومزايا وكم لها من تاريخ في الإسلام وخفايا منذ أن وطئتها أقدام الأنبياء الطاهرين، ومشت عليها أقدام المرسلين المكرمين، والصحابة المجاهدين، فإذا ذكرت المصريين ذكرت الكعبة والبيت الحرام، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل إلى عامله في مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة، فصُنعت الكسوة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وظلت كسوة الكعبة تصنع هناك.

ولم يتوقف ذلك إلا قبل قرابة المائة سنة، وإذا ذكرت المصريين ذكرت الحجاج والمعتمرين، فإن البعثة الطبية المصرية كانت في الحج لسنوات طويلة هي أبرز ما ينفع الحجاج في علاجهم، فيأتون من أقطار الدنيا لأجل أن يلتقوا بهذه البعثة المصرية، وإذا ذكرت المصريين ذكرت الدفاع عن فلسطين، وذكرت الجهاد والمجاهدين، فصلاح الدين أقام بمصر، وكثير من قواده منها، وأبرز المعارك مع اليهود قادها مصريون، وإذا ذكرت المصريين ذكرت أمّنا هاجر زوجة الخليل ابراهيم عليه السلام وهي أم إسماعيل جدّ رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وهي مصرية من القبط، ومارية القبطية زوجة رسولنا الكريم وأم ولده إبراهيم مصرية أيضا، فإذا ذكرت المصريين ذكرت أخوال رسولنا، وأصهار نبينا.

فإن مصر هي كوكبة العصر، وكتيبة النصر، وإيوان القصر، وهي أم الحضارة، ورائدة المهارة، ومنطلق الجدارة، وهي أرض العز، وبلاد العلم والقطن والبز، وقد ذكر الله تعالى مصر في القرآن، وبيّن الله جل وعلا اسمها صريحة في أربعة مواضع في كتابه تشريفا لها وتكريما، فقال الله تعالي في سورة يوسف ” وقال الذي اشتراه من مصر لإمرأته ” وكما قال الله تعالي في سورة يوسف ” ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” وكما قال الله تعالي في سورة يونس ” وأوحينا إلي موسي وأخية أن تبؤءا لقومكما بمصر بيوتا” وكما حكى الله عز وجل قول فرعون فقال الله تعالي في سورة الزخرف ” أليس لي ملك مصر” وليس هذا فقط بل أشار الله تعالى إلى مصر ولم يصرّح باسمها في ثلاثين موضعا من القرآن.

كقوله تعالي في سورة القصص ” ودخل المدينة علي حين غفلة من أهلها ” ويعني مصر، وقوله تعالي في سورة الأعراف ” وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسي وقومه ليفسدوا في الأرض ” وهم يعنون مصر، وإن مصر هي الأرض الطيبة التي قال الله تعالى عنها لما طهرها الله من فرعون وقومه، وقوله تعالي في سورة الدخان ” كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين” وكما إن مصر فيها خزائن الأرض، بشهادة ربنا عز وجل، لما قال عن نبي الله يوسف عليه السلام، في قوله تعالي في سورة يوسف ” قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى