بين زلازل وأعاصير وصراعات أهلية وحرب جديدة من جيش الاحتلال الإسرائيلى
كتب/ أيمن بحر
عاش وما زال الكثير من شعوب الشرق الأوسط أوقاتا عصيبة فى عام 2023 أودت بحياة الآلاف ولا يحمل أفق عام 2024 رؤية واضحة لنهايتها.
أكثر المُتضرّرين من هذه الكوارث والحروب: سوريا والمغرب وليبيا التي لحق بها غضب الطبيعة فى صورة زلازل وأعاصير والآن السودان وفلسطين اللذان يعيشان تحت وطأة حروب ثقيلة.
فى 6 فبراير ضرب سوريا مع تركيا المجاورة زلزل بقوة 7.4 درجة على مقياس ريختر، أسقط نحو 6 آلاف قتيل فى سوريا بخلاف الدمار الواسع فى المبانى وأسهمت الجهود الإقليمية فى السماح بمرور المساعدات إليها رغم العقوبات المفروض على دمشق.
فى 8 سبتمبر اهتز المغرب بزلزال ضخم قوته 7 ريختر أسقط 2680 قتيلا وبلغ عدد الجرحى 25621، بجانب انهيار مبانٍ وتضرّر مناطق أثريّة وامتدّت آثاره من قرى جبلية فى مدينة مراكش القديمة حتى ساحل المغرب الشمالى.بعد زلزال المغرب بيومين، عصف بشرق ليبيا إعصار دانيال فى 10 سبتمبر، الذى اجتاح مدينتى درنة والبيضاء وجرف آلاف الأشخاص بمياه الفيضانات الغزيرة التى تسبب فيها خاصَّة بعد انهيار عدة سدود أمامه وانتهى بمقتل أكثر من 3800 شخص وإصابة آلاف آخرين بخلاف 10 آلاف مفقود بعضهم يُعتقد أنهم جثث ما زالت فى البحر ومحا البنية التحتية لعدة أحياء في 15 أبريل اشتعل صراع عسكرى مدمر داخل السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع (جماعات مسلّحة كانت تعمل تحت إمرة الجيش) أسفر حتى اللحظة عن مقتل 12 ألف شخص، وتشريد 6 ملايين داخل وخارج السودان وخسائر مادية بـ60 مليار دولار.
وألحق القتال أضرارا هائلة فى البنية التحتية والمرافق العامة ما عطَّل خدمات أساسية خاصّة فى القطاع الصحى وسط انتشار واسع للوبائيات مثل الملاريا وحمَّى الضنك.
وخرجت نحو 70 بالمئة من المستشفيات عن الخدمة، كما تعانى مستشفيات من نقص حاد فى شرائح فحص الفيروسات ما أدى لوقف التبرّع بالدّم في بعضها، رغم حاجة مرضى الحوادث وإصابات الحرب وبعض الأمراض إليه.
وتوفى المئات من المصابين بالأمراض المزمنة مثل الكلى والسكرى وغيرهما بسبب نقص حاد فى الرعاية الطبية والأدوية المُنقذة للحياة.
نتيجة لما سبق توقع صندوق النقد الدولى هبوطا حادا للاقتصاد السودانى خاصة مع تركّز القتال فى الخرطوم التى توجد بها صناعات مهمة وعدم وجود أفق منظور لنهاية الصراع.اشتباكات
وفى 7 أكتوبر تعرضت إسرائيل لأكبر هجوم برى فى تاريخها نفذته حركة حماس تحت اسم طوفان الأقصى استهدف مستوطنات قريبة من قطاع غزة وقتلت فيها 1200 معظمهم من الإسرائيليين إضافة لبعض الأجانب وذلك بهدف إجبار تل أبيب على وقف اعتداءاتها على الفلسطينيين والمسجد الأقصى وفق بيان للحركة.
ردت إسرائيل على الهجوم بعملية السيوف الحديدية التى تحولت لحرب شعواء على قطاع غزة، لم تستهدف فقط عناصر حماس لكن كل سكان القطاع وبنيته التحتية بما فيها المستشفيات والمدارس بأسلحة متقدّمة و20 ألف طن مِن المتفجّرات فى عملية ضغط كشفت تصريحات مسؤولين إسرائيليين منهم وزير المالية بتسلإيل سموتريش أنّها تهدف لإجبار السكان على الرحيل من غزة إلى الخارج خاصة مصر.
وصل ضحايا الحرب الإسرائيلية حتى الآن لنحو 18 ألف قتيل فلسطينى و47 ألف مصاب وفق إحصاءات وزارة الصحة التابعة لـ حماس فى غزة بخلاف تدمير شامل للكثير من البنية التحتية خاصّة في شمال غزة الذي نزح مئات الآلاف منه نحو الجنوب.
لكن اتفاقا بهدنة إنسانية من 24 نوفمبر حتى صباح 1 ديسمبر أسكت آلة القتل مؤقتا إلى أن دارت بسرعة مجددا وتجرى محاولات أخرى تم الإعلان عنها الثلاثاء 11 ديسمبر لبدء جولة مفاوضات للوصول إلى هدنة أخرى تتوسّط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة وسط غياب أيضا للتوقيت الذى يمكن أن تصمت فيها أصوات الرصاص تماما.
