مقال

منزلة العمل والجهاد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن منزلة العمل والجهاد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 16 ديسمبر

الحمد لله العلي العظيم القاهر، الملك السلطان القادر، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، أحمده سبحانه على ما أولانا من بره وإحسانه المتظاهر، وأشكره وقد وعد بالمزيد للشاكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المؤيد بالآيات والمعجزات والبصائر، اللهم صلي على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين اما بعد إنه ينبغي لأهل الإسلام جميعا إلى أن يتمسكوا بميراثهم الحقيقي وهو كتاب الله وسنة رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم، وهذه دعوة إلى التكاتف على تحقيقهما في جميع المجالات التشريعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية و جميع جوانب الحياة، وآلا إنها دعوة للحذر وان للحذر واليقظة فوائد كثيرة.

وإن من فوائد الحذر أن يوصل إلى السلامة وتحقيق المطلوب في الدنيا والآخرة، وكما ان الحذر صفة إيمانية تقي المؤمن شر المعاصي ومن الشر وأهله والشيطان وشركه، ومن النفس وهواها، وقد ضرب لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم المثل الأعلى في تحذير أمته فما من شيء من الشر إلا وحذرهم منه، وعلى المؤمنين أن يحذروا وينصح بعضهم بعضا حتى يكونوا مجتمعا سليما معافى، وكما أن الحذر هو دليل اليقظة والإدراك عند المسلم وأخذ الأهبة والاستعداد لمواجهة الأعداء، وكما يجب الحذر من أهل النفاق والذين في قلوبهم زيغ واجب إيماني، وكذلك التسويف وتأخير الواجبات مما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد اعتبر الإسلام العمل نوعا من أنواع الجهاد في سبيل الله.

فقد رأى بعض الصحابة شابا قويا يسرع إلى عمله، فقالوا لو كان هذا في سبيل الله، فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله “لا تقولوا هذا فإنه إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان” ولقد حث الله سبحانه وتعالى على العلم وبين منزلة العلم والعلماء والثواب العظيم عند الله تعالى، فقال سبحانه وتعالى فى سورة المجادلة ” يا ايها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا فى المجالس فافسحوا يفسح الله لكم، وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير”

ولقد ذم الله تعالى الجهل والجاهلين وحذر منه، وبيّن سبحانه أنه سبب إعراض المعرضين عن دعوة الأنبياء والمرسلين، وأن الناس لجهلهم كذبوا بهم، فيقول الله تعالى مخبرا عن قول نوح لقومه، كما جاء فى سورة هود ” ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكنى أراكم قوما تجهلون” ولقد وردت في القرآن الكريم آيات عديدة للتحذير مِن مخاطر الجهل، ومنها قول الله سبحانه وتعالي فى سورة الفرقان ” وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى