مقال

الدكروري يكتب عن إفشاء السلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إفشاء السلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد نهي الله عز وجل عن الغيبة وهي أن يذكر الإنسان أخاه المسلم في غيبته بما يكره، سواء كان الذكر صراحة أو كتابة أو إشارة أو رمزا، وسواء كان ما اغتابه به متعلقا بدينه أو بدنياه بخلقه أو خلقه وسواء أكان متصلا به أو بمن له به رابطة أو صلة من ولد أو زوجة أو أب وأم، وإن إفشاء السلام معناه إظهار السلام، فعن ثابت بن عبيد، قال أتيت مجلسا فيه عبدالله بن عمر، فقال “إذا سلمت فأسمع، فإنها تحية من عند الله مباركة طيبة” وقال النووي وأقله أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسنة، وقال ابن حجر العسقلاني ويستحب أن يرفع صوته بقدر ما يتحقق أنه سمعه، فإن شك استظهر، ويستثنى من رفع الصوت بالسلام ما إذا دخل على مكان فيه أيقاظ ونيام.

فالسنة فيه ما ثبت في صحيح مسلم عن المقداد قال”كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما، ويُسمع اليقظان” وإن من السنة إلقاء السلام على الأطفال لأن ذلك يغرس في نفوسهم شعار الإسلام منذ الصغر، فيعتادون على ذلك في باقي حياتهم، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على غلمان فسلم عليهم” رواه البخاري ومسلم، وإن من السنة أن يبدأ المسلم بإلقاء السلام قبل أن يستأذن على أخيه المسلم، فعن عمر بن الخطاب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مشربة له، فقال السلام عليك يا رسول الله، السلام عليكم، أيدخل عمر؟ رواه أبو داود، وعن ربعي، قال حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم.

وهو في بيت، فقال ألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه “اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له قل السلام عليكم، أأدخل ” فسمعه الرجل، فقال السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل” رواه أبو داود، وعن أبي هريرة رضى الله عنه فيمن يستأذن قبل أن يسلم قال “لا يؤذن له حتى يأتي بالمفتاح، يبدأ بالسلام” رواه البخارى، وقال النووي الصحيح الذي جاءت به السنة، وقاله المحققون، أنه يقدم السلام على الاستئذان، فيقول السلام عليكم، أأدخل؟ رواه مسلم، وأما عن إلقاء السلام عند مغادرة المجلس، فإذا كان المسلم جالسا مع إخوانه ثم قام ليفارقهم، فالسنة أن يسلم عليهم، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“إذا انتهى أحدكم إلى المجلس، فليسلم، فإذا أراد أن يقوم، فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة” رواه أبو داود، وأما عن إلقاء السلام على من يقرأ القرآن؟ فإنه يُكره إلقاء السلام على من يقرأ القرآن، أو من هو مشغول بالدعاء أو التلبية في الحج أو العمرة، ولكن إذا سلم عليه أحد، وجب عليه رد السلام، وأما عن إلقاء السلام على المؤذن أثناء الأذان ؟ فإنه يُكره إلقاء السلام على المؤذن أثناء أذانه، ولكن لو سلم عليه أحد، وجب عليه رد السلام بلفظه المعتاد لأن ذلك يسير لا يبطل الأذان، ولا يُخلّ به، وأما عن إلقاء السلام والرد عليه أثناء خطبة الجمعة؟ فإنه يسن لمن دخل المسجد والإمام يخطب أن يصلي ركعتين تحية المسجد، وليتجوّز فيهما، ثم يجلس وينصت للإمام.

ولا يلقي السلام على أحد من المصلين، وإذا ألقى عليه أحد السلام، لا يرد بالقول، ولكن يشير بيده فقط، وإذا عطس أحد فلا يشمّته، وأما عن إلقاء السلام على الأموات ؟ فإن من السنة أن يسلم المسلم على الأموات عند زيارة المقابر، ويدعو لهم بالرحمة، وعن بريدة، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول في رواية أبي بكر السلام على أهل الديار، وفي رواية زهير، يقول السلام عليكم أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية” رواه مسلم، وعن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال “قولي السلام على أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى