مقال

الإبتلاء بطاعة النفس والشيطان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإبتلاء بطاعة النفس والشيطان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 29 ديسمبر

الحمد لله العلي الأعلى، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العُلا، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي الرحمة والهدى، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأئمة الأبرار النجباء، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور والجزاء، أما بعد إن من مظاهر الإيجابية في حياتنا المعاصرة هو حض الإسلام على الاختلاط بالناس وحضور جمعهم ومجالس الذكر وزيارة المريض وحضور الجنائز ومواساة المحتاج وارشاد الجاهل، وقد دعا الاسلام الى تحمل المسئولية فلا يقف المسلم من الأحداث موقفا سلبيا، فالمسلم مسئول عن نفسه وعن زوجته وأبنائه وعن مجتمعه ووطنه، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته، والأمير راع والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” البخاري، ومن بين ما يدعو إلى الإيجابية قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” رواه البخاري ومسلم، ويقول الحديث النبوي الشريف ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة” رواه البخاري ومسلم، والإسلام يدعو المسلمين أن يكونوا أقوياء لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف” رواه مسلم.

وهذا ولا يشك يدعو الإنسان للايجابية والعمل، واعلموا أن الكثير من الناس قد ابتلى بالهوى، وطاعة النفس والشيطان، والتعصب للقبيلة، ومن تربطه به رابطه دنيوية، وبهذا نسي أو تناسى عواقب وآثار ما يُقدم عليه من قول زور، وشهادة زور، وتعريض نفسه لعقوبات الدنيا والآخرة، وما يتركه هذا العمل الخبيث من آثار سيئة فى المجتمع، فما أكثر ضرره، وما أشد تأثيره، فإن المجتمع الذي تنتشر فيه هذه الأمراض يكون مجتمعا متفككا متعاديا، يسعى بعضه للانتقام من البعض الآخر، فحياته حياة تعاسة وشقاء، ولا شك أن هذا ناتج عن قلة الإيمان، والبُعد عن آداب وتعاليم الإسلام، فاتقوا الله، وأصلحوا ما فسد من أحوالكم، وعالجوا ما مرض من نفوسكم، وتخلقوا بأخلاق نبيكم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فلا خير إلا ودلنا عليه، ولا شر إلا وحذرنا منه.

وفي الصحيحين عن أنس بن مالك قال، ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر، فقال” الشرك بالله، وعقوق الوالدينِ، وقتل النفس، وقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال شهادة الزور” رواه البخاري ومسلم، وفي رواية عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “الكبائر، الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقَتل النفس، واليمين الغموس” رواه البخاري، ولما سأل أعرابى النبى صلى الله عليه وسلم عن اليمين الغموسِ قال ” الذى يقتطع مال امرئ مسلم بيمين هو فيها كاذب” وقيل هي التي تغمس حالفها في الإثم، وقيل في النار” وعن سعيد بن المسيب أن مسلما ويهوديا اختصما إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فرأى الحق لليهودي، فقضى له عمر به.

فقال له اليهودى والله لقد قضيت بالحق، فضربه عمر بالدرة، وقال وما يدريك؟ فقال اليهودى والله إنا لنجد في التوراة أنه ليس من قاض يقضي الحق إلا كان عن يمينه ملك وعن شماله ملك، يسددانه ويوفقانه للحق ما دام مع الحق، فإذا ترك الحق عرجا وتركاه” رواه في الموطأ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى