مقال

الحياة المسؤولة المرضية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحياة المسؤولة المرضية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 4 يناير

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله، كتب على خلقه الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، الكل يفنى ويموت، وسبحانه يحيي ويميت، وهو الحي الذي لا يموت، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا وكتب علينا الموت وجعله سبيلا للقائه، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وآل بيته الكرام، ومن سار على نهجه واهتدى بهديه إلى يوم الدين ثم أما بعد، إن الصحة الإنجابية لدى منظمة الصحة العالمية تعني قدرة الناس على قيام حياة مسؤولة ومرضية وأكثر أمانا، وأن يكونوا قادرين على الإنجاب ولديهم حرية إختيار توقيت وكيفية القيام بذلك، وتشمل أيضا أن يكون الرجال والنساء على علم بوسائل تحديد نسل آمنة وفعالة وميسورة التكلفة ومقبولة.

وكذلك الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة للطب المختص بالإنجاب، وتطبيق برامج التثقيف الصحي للتأكيد على أن الحصول على فترة حمل وولادة آمنين توفر للأزواج أفضل فرصة للحصول على طفل سليم، كما ينبغي النظر إلى الصحة الإنجابية كمنهج حياتي لأنها تؤثر على كل من الرجال والنساء من الطفولة إلى سن الشيخوخة، والاسلام كمنهج حياة متكامل لم يغفل أبدا بتشريعاته العظيمة تحسين الصحة الإنجابية لدى المجتمع، لأن ذلك له أكبر الأثر في وجود التماسك والترابط في المجتمع، وهو أن يكون النسل من زواج شرعي، فالزواج هو السبيل الوحيد الذي شرعه الإسلام لبناء أي أسرة، وأن أي أسرة يتم تكوينها خارج هذا الإطار الشرعي الأوحد وهو الزواج، فهو كمن بنى بيتا في مجرى المياه.

لا يلبث إلا قليلا ثم يتحول إلى سراب، وكم هي المعاناة التي يعانيها هؤلاء الأطفال الأبرياء جراء هذه العلاقات غير الشرعية، فهي معاناة من كل نوع، معاناة نفسية واقتصادية واجتماعية وصحية تظل ملتصقة بهذا الطفل طول حياته مما يكون له آثار سلبية كثيرة على المجتمع والوطن عموما وكم يحدث أن بعضا من هؤلاء الأطفال يخرج إلى الحياة مجهول النسب والهوية فيحرم من حقوقه الصحية وكذلك التعليمية مما يسبب خطرا بالغا على المجتمع، وللأسف الشديد يقوم البعض بالمسارعة بزواج ابنته القاصر قبل أن تتم السن الذي حدده ولى الأمر وهو الثامنة عشرة، حتى تكون الفتاة مهيئة نفسيا وتكوينا جسديا للزواج، وليعلم كل من يزوج ابنته وهي قاصر أنه يظلمها ظلما كبيرا وإن من أضرار زواج القاصرات.

هو تقليل فرص حصول المرأة على الاستقلالية، وهكذا فإن زواج الفتيات في عمر صغير يؤثر على قابلية الفتاة لتكون مستقلة في المستقبل، إذ يقوم معظم الآباء بتزويج الفتيات في عمر مبكر دون أخذ التعليم والوظيفة في عين الاعتبار، الأمر الذي يسبب اعتمادية الفتاة على الآخرين في النفقة والحد من قدرتها بتحقيق الاستقلالية النفسية والمادية المهمة للصحة النفسية، وأيضا الشعور بحالة نفسية سيئة في وقت لاحق من العمر، حيث لا تكون معظم الفتيات القاصرات مدركات لمعنى الزواج في عمر مبكر، الأمر الذي يشعرها بالظلم، وفقدان حقها في الاختيار، وفقدان شعور المساواة بينها وبين الفتيات الأخريات والذي من شأنه التأثير على صحتها النفسية بشكل سلبي، وكذلك تعريض حياة الفتاة القاصر للخطر.

حيث تكون الفتاة القاصر أكثر عرضة للخطر في حال الحمل في عمر مبكر، إذ يؤثر الحمل على حياة الفتاة القاصر والجنين بشكل كبير عند مقارنتهن بالنساء الحوامل الأكبر عمرا، وكذلك من الأمور المهمة أن الفتاة في سنها الصغير غير مهيأة جسديا ولا نفسيا ولا اجتماعيا، لتكون أما ومسؤولة عن رعاية أطفال، وكيف لصغيرة أن ترعى صغارا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى