مقال

الخلافات الناجمة بين الزوجين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الخلافات الناجمة بين الزوجين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 4 يناير

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه، وأثنى عليه سبحانه وتعالي بقوله ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم، وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد، يعتبر زواج الأقارب ظاهرة منتشرة بشكل كبير جدا حيث أنها تسبب العديد من الأمراض والمخاطر للأبناء، لذلك ينبغي على من هم مقبلون على الزواج من الأقارب أخذ الحذر والحيطة، حيث أن هناك أبحاثا علمية كثيرة أكدت ان نسبة الأمراض في الأطفال الناتجة من زواج الأقارب.

هو ضعف التي تنتج عن الزواج العادي، وذلك نتيجة وجود صفات غير حميدة لدى الزوج أو الزوجة، وما أكثر السلبيات التي يسببها الزواج بالأقارب، فقد نجد انهم الأطفال الأكثر عرضة للأمراض الوراثية، كما أنه يؤدي إلى العقم والإجهاض المتكرر وتشوهات الأجنة، وضعف المولود وزيادة معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال، وإذا جئنا إلى علماء الشريعة الإسلامية، فإننا سنجد لبعضهم بعضا من الملاحظات على زواج الأقارب رغم مشروعيته زواج الأقارب في الشريعة الإسلامية، حيث إن زواج الأقارب قد يؤدى أحيانا إلى قطع الأرحام كنتيجة طبيعية ومتوقعة للخلافات الناجمة بين الزوجين، وهذا جانب أخر غير الجوانب العلمية التي سبق ذكرها، فقد قال حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله في اختيار الزوجة.

ألا تكون من القرابة القريبة، وقال ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغنى يختار الأجنبية، فإن ولدها أنجب، ولهذا يقال “اغتربوا لا تضووا” ويعني انكحوا الغرائب كي لا تضعف أولادكم، وقال بعضهم الغرائب أنجب، وبنات العم أصبر ولأنه لا تؤمن العداوة في النكاح، وإفضاؤه إلى الطلاق، فإذا كان في قرابته أفضى إلى قطيعة الرحم المأمور بصلتها” كما ينبغي علي الزوجين أن يكون الحمل على فترات متباعدة، حتى يعطي للأم فرصة للاستجمام والراحة وإسترداد عافيتها وحتى تتمكن الأم من رعاية سائر أبنائها، وكذلك الأمور الأخرى مثل الاهتمام بشئون بيتها وزوجها، وليعلم الجميع أن تنظيم النسل بمعنى المباعدة بين فترات الحمل، للمحافظة على صحة الأم، هو في حقيقته وقاية لها من أضرار كثرة الحمل.

والولادة المتتالية أو لتفرغها لتربية من لديها من أولاد فمباح شرعا، وهو أمر لا تأباه نصوص السنة الشريفة قياسا على العزل، وقد كان العزل بهذا المعنى معمولا به وجائزا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء في رواية الإمام مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنهما أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعزلون عن نسائهم وجواريهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ذلك بلغه ولم ينه عنه” وهكذا أيها المسلمون فإن نظرة الإسلام للصحة الإنجابية نظرة عميقة وشاملة حتى يتسنى لكل أفراد الأسرة أن يعيشوا في هدوء وسلام، وكذلك النظر بعين الاعتبار إلى الأب بصفته المسؤول عن سائر الأسرة فلا نثقل كاهله بعدد كبير من الأطفال، يجد الزوج نفسه عاجزا على توفير وتلبية متطلباتهم.

بل إن الإنسان الذي يُضيّع حقوق من يعولهم آثم شرعا لما يترتب على ذلك من المشقة والضرر الذي يلحق بالأسرة كاملة من زوج وزوجة وأبناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى