مقال

السعيد من لازم الصلاة على النبي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن السعيد من لازم الصلاة على النبي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن جحد وكفر، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، سيد الخلائق والبشر، الشفيع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى أصحابه ما اتصلت عين بنظر، وسمعت أذن بخبر، ثم أما بعد إن الصلاة على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من علامات الإيمان، فروي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” رواه البخاري ومسلم، والمحبة الكاملة هي طاعة الله سبحانه فيما أمر به الله العزيز الحكيم وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من هذه القربات والطاعات التي تنمي هذا الحب وتثمره.

وإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من علامات التوقير للرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى إن الله تعالي أمر بتعزير الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى ” وتعزروه وتوقروه ” والتعزير هو اسم جامع لنصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وتأييد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنعه صلى الله عليه وسلم من كل ما يؤذيه، والتوقير هو اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة، من الإجلال والإكرام، وأن يتم توقير الرسول صلى الله عليه وسلم بالتشريف، والتكريم، والتعظيم بما يصونه صلى الله عليه وسلم عن كل ما يخرجه عن حد الوقار، ولذا فإن الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من علامات التوقير والتشريف التي يحرص عليها المسلم وهي من موارد الصلاح التي يسعى بها المسلم.

أن يكون في زمرة المفلحين، وكما أن أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم من يكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة” وكما أن شرف صلاة الله تعالى على العبد ومحو الخطايا ورفعة الدرجات، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشرَ صلوات، وحُطت عنه عشر خطيئات، ورُفعت له عشر درجات” رواه النسائي، فالسعيد كل السعادة من لازم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهي نبع للحسنات التي تثقل الميزان، وهي تمحو الخطايا التي تثقل كاهل المرء يوم القيامة.

وهي ترفع الدرجات التي يصبو لها المسلم لمصاحبة الأولياء والتنعم بما سينعم به الصالحون، وانظروا إلي عفو ورحمة رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد عفا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصفح عمن أراد قتله من الكفار وبيّت ذلك، ومن الأمثلة عليهم، هو عمير بن وهب الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم بنيته ودعا له بالهداية، وفضالة بن عمير بن الملوح الذي طاف حول الكعبة وهو يريد قتل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بنيته عن طريق الوحي فالتفت إليه ثم ضرب في صدره فأسلم، وأمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم احترام عهود الكفار، وإن بدا في ظاهرها أنها ضد المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى