مقال

المرأة بين الماضي والحاضر

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن المرأة بين الماضي والحاضر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 4 يناير

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمةً للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدني ثم أما بعد، اعلموا رعاكم الله أن أعقل الناس محسن خائف، وأحمق الناس مسيء آمن، فلا يطمعن البطال في منازل الأبطال، فقال عبد الرحمن الأسدي قلت لسعيد بن عبد العزيز ما هذا البكاء الذي يعرض لك في صلاتك؟ قال يا ابن أخي وما سؤالك عن ذلك ؟ قلت يا عم لعل الله ان ينفعني بذلك.

قال ما صليت صلاة إلا تمثلت لي جهنم أمامي، فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله حق التقوى، فإن أجسادنا على النار لا تقوى، وقال الحسن البصري رحمه الله “علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه” وقال الشافعي رحمه الله ” ثلاثة تزيد في العقل مجالسة العلماء، ومجالسة الصالحين وترك الكلام فيما لا يعني” ولقد كان العرب في الجاهلية يكرهون البنات، ويدفنونهن في التراب أحياء خشية العار، فجاء الإسلام فأبطل ذلك وسجله في قرآن يتلى إلى يوم القيامة، فهل هناك ديانة أو مجتمعات على وجه الأرض نالت فيه المرأة مثل هذا التكريم ؟ وما أجمل قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المقارنة بين وضع المرأة في الجاهلية والإسلام ” والله إن كنا في الجاهلية ما نعد النساء أمرا حتي أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم” رواه البخاري.

ولقد اهتم القرآن الكريم بذكر المرأة حتى أن هناك سورة تسمى بسورة النساء، وسورة الطلاق تسمى بسورة النساء الصغرى، وكذلك سورة المجادلة وهي تنطق بكسر الدال وفتحها، وليس هناك سورة للرجال بل إن الله رفع ذكرهن في واقعة سورة الأحزاب، فقد روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقالت هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن لا، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار، قال وممّ ذاك؟ قالت لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله عز وجل هذه الآية الكريمة من سورة الأحزاب “إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين” فأنزل الله تعالى هذه الآية التي طمأنت النساء.

بأن لهن درجة عند الله مساوية للرجال، وأكدت على أن المعيار هو العقيدة والعمل والأخلاق الإسلامية، فرب امرأة صالحة كالنساء السابقات خير من ألف رجل، وكما أن الإسلام يكرم المرأة ويخاطبها على أنها كائن مستقل عن الرجال وليس ملحقا له، وأن الدخول في دين الله عمل عيني لا تصح فيه الوكالة، فالمرأة مكلفة تكليفا عينيا كما الرجل تماما، وهذا دليل على تكريمها واستقلاليتها، وأنها مخاطبة بدين الله تعالي كما الرجل، ولقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه، فكان تكريم الإسلام للمرأة في جميع مراحلها العمرية منذ ولادتها طفلة حتى شيخوختها، فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها.

وإذا كبرت فهي معززة مكرمة، يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة، وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ، فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها، وإذا كانت أما كان برها مقرونا بحق الله تعالى وعقوقها والإساءة إليها مقرونا بالشرك بالله، والفساد في الأرض، وإذا كانت أختا فهي التي أمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها، وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة، وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسفه لها رأي.

وإذا كانت بعيدة عن الإنسان، لا يدنيها قرابة أو جوار كان له حق الإسلام العام من كف الأذى، وغض البصر ونحو ذلك، وما زالت مجتمعات المسلمين ترعى هذه الحقوق حق الرعاية، مما جعل للمرأة قيمة واعتبارا لا يوجد لها عند المجتمعات غير المسلمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى