مقال

تفضيل الولد على الولد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تفضيل الولد على الولد
بقلم / محمـــد الدكــروري

الحمد لله، أحمد الله ربي بتبتل، فللحمد في الأرض والسماء ذيوع، فما من صائح ولا مهل أو مهلل، إلا وله حرف لتسبيحه موضوع، وكذا الملائكة حول عرش مكلل، بالنور تسبيحها في السما مسموع، حتى الجوامد والسواكن وكل مهمل، ذراتها في دورانها طاعة وخشوع، فيا غافلا عن نشيد الكون، ليتك مبلل جبينك يوما بفيض من دموع، فالذكر إذن بالرضا من محمل، لقلوب الذاكرين بحب مشتاق ولوع، لو ذقت طعم الحب ما كنت بمؤجل ذكر الحبيب، ولو حوطتك من السباع جموع، وأشهد أن لا إله إلا الله، غير معطل لصفاته العليا بكل تأدب وخضوع، فمن الدلائل والبينات لكل متأمل صراخ الوليد باكيا إذا أحس الجوع، وسعي الذئب متلهفا غير متمهل على طعام لصغاره هو عنه ممنوع.

وارتزاق الطير عفوا غير متأثل بما هو له فوق الثرى موضوع، وركض النهم جشعا ركض متوصل إلى الحتوف كمعصوب العين مدفوع، وسعي الفهم مهلا سعي متوكل على الإله، قانعا بنصيبه غير هلوع، يسأل سؤال متأدب بتجمل، لا متعجّل ولا مستغن بعقله مخدوع، فالرزق وإن بدا أنه بتوسل مقدّر مقسوم يلائم كل مصنوع، فأرجو الإله داعيا برجاء مؤمل، بخشوع قلب على الإيمان مطبوع، وإياك والسعي على الدنيا بتبذل، فنصيبك منها واصل إليك غير مقطوع، وأشهد أن سيدنا محمدا صلي الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ثم أما بعد لقد جاءت الشريعة الإسلامية تأمرنا بالعدل بين الأبناء حتي في القبلات لما رواه الشعبي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال.

” اعدلوا بين أولادكم فى النّحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر والعطف” وقيل أن رجلا كان جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ابن له ذكر، فقبله وأجلسه في حجره، ثم جاءت ابنته وهي بنت نفس الأب هذا، فأخذها فأجلسها إلى جنبه، فانظروا أن الإبن في حجره والبنت إلى جنبه، والإبن أخذ قبله والبنت لم يقبلها بل أجلسها إلى جنبه فقط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” فما عدلت بينهما” ولقد كان السلف يستحبون العدل بين الأولاد حتى في القبلات، فالعدل مأمور به يؤتى يوم القيامة مغلولا يفكه عدله، أو يوبقه جوره وظلمه، وإن قضية العدل التي تجعل تسوية الأعطيات في العيديات موجودة، وللذكر مثل حظ الأنثيين على ما رجحه عدد من أهل العلم مثل ابن القيم رحمه الله تعالى.

كذلك أيضا من المفاسد التي تترتب على عدم العدل أنها توغر صدور بعضهم على بعض، ولذلك حصل ما حصل بين يوسف وإخوته لأنهم ” قالوا ليوسف وأخوه أحب إلي أبينا منا ” لذلك لا ينبغي أن يكون الوالد أو الوالدة في التصرفات والأعمال على تفضيل ولد على ولد وإنما يكون كل منهم على تقوى الله عز وجل فيحسنوا إلى الجميع سواء كان ذلك التفضيل من الجانب المعنوي أو الجانب الحسي المادي، فإذا أعطى الابن شيئا يعطي الأنثى كذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى