دين ودنيا

الدكروري يكتب عن حين كان للإسلام دولة وللمسلمين قوة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حين كان للإسلام دولة وللمسلمين قوة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 14 يناير 2024

 

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه، وأثنى عليه سبحانه وتعالي بقوله ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم، وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد، في السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة فرضت مقادير الزكاة وبينت الأنصبة وفرض الله صيام رمضان وفي السنة التاسعة فرض الله على الناس حج البيت من إستطاع اليه سبيلا وقد أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بالقتال بعد الهجرة فان الجهاد ذروة سنام الإسلام.

 

فإذن الله له بالقتال حيث كان للإسلام دولة وللمسلمين قوة ففي شهر رمضان من السنة الثانية كانت غزوة بدر الكبرى حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثمائة وبضعة عشر رجلا من أصحابه لاخذ عير قريش الذي توجه به أبو سفيان من الشام إلى مكة فبعث أبو سفيان إلى أهل مكة يستصرخهم لإنقاذ عيرهم فخرجوا بصناديدهم وكبرائهم ما بين تسعمائة وألف رجل فجمع الله بين رسوله صلى الله عليه وسلم وبينهم على غير ميعاد في بدر فنصره الله عليهم وقتل منهم سبعون رجلا من بينهم الكبراء والرؤساء وأسر سبعون رجلا وكان في ذلك عز للمسلمين وكسر شوكة لاعدائهم وفي شوال من السنة الثالثة كانت غزوة أحد حين تجهز مشركو قريش بنحو ثلاثة ألاف رجل ليأخذوا بالثأر من النبي صلى الله عليه وسلم.

 

فلما علم بهم النبي صلى الله عليه وسلم خرج إليهم فقاتلهم بنحو سبعمائة من أصحابه وكان النصر للمسلمين حتى ولى المشركون الأدبار الا أن الرماة الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم في ثنية الجبل يحمون ظهور المسلمين ولا يبرحون عن مكانهم هؤلاء الرماة تركوه حين ظنوا أن المعركة انتهت لما ظهرت هزيمة المشركين ولكن الفرسان من المشركين كروا على المسلمين من خلفهم حين رأوا الثنية خالية فانتكس الأمر وصار كما قال الله عز وجل “ولقد صدقكم الله وعده إذ تحثونهم بإذنه” أي تقتلونهم بإذنه “حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين”

 

وفي ربيع الاول من السنة الرابعة كانت غزوة بني النضير وهم أحدى قبائل اليهود الثلاث الذين كانوا في المدينة وعاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم حين قدمها مهاجرا فنقضوا العهد فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فتحصنوا بحصونهم وظنوا إنهم مانعتهم حصونهم من الله فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين وخرجوا منها أذلة فنزل بعضهم في خيبر ونزل بعضهم في الشام وفي شوال من السنة الخامسة كانت غزوة الأحزاب الذين تحزبوا على رسول الله صلي الله عليه وسلم من مشركي قريش وغيرهم بتحريض من اليهود من بني النضير الذين أرادوا أن يأخذوا بالثأر من النبي صلى الله عليه وسلم حين أجلاهم من المدينة.

 

فعسكر الأحزاب حول المدينة بنحو عشرة آلاف مقاتل فضرب النبي صلى الله عليه وسلم الخندق على المدينة من الناحية الشمالية فحماها الله من الأعداء وأرسل على الأعداء ريحا شرقية عظيمة باردة “ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى