مقال

أمر مرغوب حث إليه ديننا الحنيف

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أمر مرغوب حث إليه ديننا الحنيف
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 18 يناير 2024

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن الزواج سنة من سنن الله تعالي في خلقه، وأمر مرغوب فيه حث إليه ديننا الحنيف ودعى إليه، وهو إمتثالا لأمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ويجب على الأب أن يزوج بناته ولا يعضلهن ويمنعهن من الزواج لأي سبب من الأسباب فواجب الأب أن يزوج ابنته وأن يختار لها الكفء من الرجال والكفء معروف هو صاحب الدين والخلق فقال النبي صلى الله عليه وسلم.

“إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” رواه الترمذي، وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم جميع بناته من خيرة الرجال، فزوج زينب رضي الله عنها من أبي العاص بن الربيع القرشي رضي الله عنه وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد وأبو العاص كان من رجال مكة المعدودين مالا، وأمانة، وتجارة، وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي العاص بن الربيع في مصاهرته خيرا وقال “حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي” وكان قد وعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع إلى مكة، بعد وقعة بدر، فيبعث إليه بزينب ابنته، فوفى بوعده، وفارقها مع شدة حبه لها، ومما يدل على شهامته وصدقه هو قصة إسلامه رضي الله عنه فقد كان في تجارة لقريش إلى الشام.

وفي طريق عودته إلى مكة المكرمة لقيته سرية فأخذوا ما معه، وجاء تحت الليل إلى زوجته زينب وقد كانت في المدينة وفرق بينهما الإسلام فهو لم يدخل في الإسلام بعد فاستجار بها فأجارته وخرجت والنبي صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس الفجر فقالت “أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع” فلما سلم الرسول صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال “أيها الناس هل سمعتم الذي سمعت ؟” قالوا “نعم” قال ” أما والذي نفسي بيده ما علمت بشيىء حتى سمعت ما سمعتم وأنه يجير على المسلمين أدناهم” ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته زينب فقال “أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له” قال وبعث صلى الله عليه وسلم فحثهم على رد ما كان معه فردوه بأسره لا يفقد منه شيئا.

فأخذه أبو العاص فرجع به إلى مكة فأعطى كل إنسان ما كان له ثم قال “يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟” قالوا “لا فقد وجدناك وفيا” قال “فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، والله ما منعني عن الإسلام عنده إلا تخوف أن يظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت” وقد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم من ابنته زينب عندما طلبت منه أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أن يزوجها له فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على طلبها، لما يعرف من رجاحة عقلها وثقتها بابن أختها فكانت تعده بمنزلة ولدها، وهنا درس نبوي كريم في تزويج البنات هو أنه لا مانع من أخذ رأي والدة البنت والتشاور معها ففي ذلك إكراما لها واعترافا بحقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى