مقال

الأسرة في زمن النت

جريده الأضواء

الدكروري يكتب عن الأسرة في زمن النت
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على الهادي البشير، وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي كان من حرصه صلى الله عليه وسلم على عدم المشقة عليهم في التكاليف، فلما فرضت الصلاة على أمته خمسين صلاة استشار نبي الله موسى عليه السلام، فقال موسى عليه السلام ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يُراجع ربه حتى خفف الله عن هذه الأمة فصارت خمس صلوات، ولما أعتم النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد ثم خرج صلى الله عليه وسلم فصلى فقال إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي ” رواه مسلم، ولما صلى في رمضان، وصلى رجال بصلاته ترك القيام في الليلة الثالثة أو الرابعة.

فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها” متفق عليه، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد إنه في ظل الظروف التي نعيشها في هذه الأيام وقد أصبح التعليم مرتبط بالنت، فإنه يجب علي رب الأسرة التأكد من وضع الكمبيوتر في محيط الأسرة بدلا من وضعه داخل غرف النوم، وتحديد عدد معين من الساعات للاستخدام، والإصرار على أن يتناول كل أفراد الأسرة وجبات الطعام سويا، والتخطيط للخروج معا في نزهة أو زيارة عائلية، ومرافقة الابن لشراء حاجيات المنزل أو شغل الفتاة ببعض أعمال المنزل.

وتعليمهم بأن أداء الفرائض وتحضير الدروس وكتابة الواجبات اليومية لها أولوية مطلقة على استخدام الإنترنت، وأيضا حدثوهم عن مواقع مناسبة لأعمارهم والبحث عن المعلومات المفيدة، وإنه يترتب على الأهل مراقبة استخدام أبنائهم للإنترنت، وإذا كنتم مشتركين في الإنترنت، فاطلبوا من أبنائكم استخدام الإنترنت بما يتناسب ورغباتكم وإلا ألغيتم الاشتراك، فستلاحظون أنهم يحاولون البحث عن رضاكم حتى لا ينقطع عنهم الإنترنت، وحاولوا جاهدين بأن تجلسوا مع أبنائكم أمام الإنترنت وبطريقة غير مباشرة لتنظر ما يشاهد أو يكتب ابنك، فإن نجاحنا في حماية أبنائنا من الإنترنت سيتوقف دائما على استجابتهم لإرشاداتنا، وستظل هذه الاستجابة مرتبطة بما زرعناه في نفوسهم من تقوى وورع.

وبدرجة المصارحة والمفاوضة والثقة التي استطعنا تحقيقها في علاقاتنا بهم، ويسبب استخدام الإنترنت بشكل مفرط بدون تحكم وتنظيم لدى المراهقين بانعكاسات سلبية سلوكية واجتماعية متعددة بالإضافة إلى أثرها على حياة المراهقين وكيفية النمو بشكل سليم خلال هذه المرحلة العُمرية، ومن هذه الأضرار والسلبيات التي يُسببها سوء استخدام الإنترنت هو عدم وجود علاقات اجتماعية في الحياة الواقعية، حيث تصبح العلاقات مقتصرة على العلاقات الافتراضية على الإنترنت، وكذلك إهمال وتجاهل التواصل الاجتماعي مع المجتمع، وأيضا التأثير على الإنجازات والدرجات الدراسية، نظرا للانشغال باستخدام الإنترنت، وعدم الحصول على القدر الكافي من النوم الذي يحتاجه الجسم، نتيجة السهر على استخدام الإنترنت.

وكذلك الشعور بالخمول وقلة الطاقة والقدرة على الإنجاز وممارسة الأنشطة اليومية، والتعود على الاستخدام وعدم القدرة على الانشغال بما هو مفيد، وكذلك المزاجية والشعور بالملل عند ممارسة الأنشطة اليومية الأخرى، نظرا لكون المتعة تصبح تقتصر فقط على استخدام الإنترنت، وأيضا التوتر والغضب، بالإضافة إلى الاكتئاب عند عدم وجود الإنترنت أو عدم القدرة على الوصول إليه، وأيضا الحد من تطور المهارات والقدرات السلوكية والمعرفية الضرورية لهذه الفترة العُمرية، وكذلك يؤدى إهدار الوقت وضياعه دون فائدة وجدوى تعود عليهم، وكذلك الحد من نمو المهارات اللفظية ومهارات لغة الجسد نتيجة التواصل غير المرئي.

وكذلك التأثير على العلاقات العائلية بالإضافة إلى تفضيل العزلة الاجتماعية والوحدة على التواصل، ويمكن أن يسبب الاستخدام غير المنتظم للإنترنت لدى المراهقين على أضرار عديدة على الصحة والتواصل المجتمعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى