مقال

قيام ليلة مخصوصة

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن قيام ليلة مخصوصة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 21 يناير 2024

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا، ودبّر أمور عباده على ما تقتضيه حكمته، وكان بهم لطيفا خبيرا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وكان على كل شيء قديرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، تقول أم معبد لما رجع زوجي رأى أشياء غريبة، فقالت له زوجته لقد مر بي رجل شكله كذا وعمل كذا فحكت له القصة فلنسمع إلى أم معبد وهي تصف النبي صلى الله عليه وسلم، قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، يعني عليه نور، حسن الخلق أي أن شكله جميل، مليح الوجه.

إذا صمت علاه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، حلو المنطق، أبهى الناس وأجملهم من بعيد، وأحلى الناس وأحسنهم من قريب، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، انظر إلى بلاغتها له رفقاء يحفون به قيل هم الصديق رضي الله عنه وعبد الله بن أريقط وابن فهيرة الذين كانوا معه في الرحلة، وعبد الله بن أريقط كان مشركا، إن قال استمعوا لقوله، وإن أمر ابتدروا أمره، صلى الله عليه وسلم، من يدعي حب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء فالحب أول شرطه وفروضه إن كان صدقا طاعة ووفاء محبة النبي صلى الله عليه وسلم لها أركان، ومن أركان المحبة طاعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر، والانتهاء عن كل ما نهى عنه وزجر، وتصديق النبي في كل ما أخبر.

ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تكون أكثر من النفس والمال والولد، دون غلو وإفراط ودون تفريط، أسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم ممن أحبوا الحبيب، واقتفوا أثر الحبيب، وساروا على دربه، واتبعوا سنته، وأسأل الله أن يحشرنا في زمرته، وأن يحشرنا تحت لوائه، إنه ولي ذلك ومولاه، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن شهر رجب وعن صيام شهر رجب وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر قال رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول “كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية” وقال الإمام ابن القيم ولم يصم رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سردا.

أي رجب وشعبان ورمضان، كما يفعله بعض الناس ولا صام رجبا قط ولا استحب صيامه، وقال الحافظ ابن حجر في تبين العجب بما ورد في فضل رجب، أنه لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ وكذلك رويناه عن غيره، وفي فتاوى العلماء قالوا “أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلا في الشرع ” بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى