مقال

عين باتت تحرس في سبيل الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عين باتت تحرس في سبيل الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد إن الدفاع عن الوطن من أشرف المهام التي يقوم بها إنسان، فبينما نحن نائمون آمنون في بيوتنا، فإن إخواننا من الجنود ممن يقومون بالدفاع عن الوطن في ظل هذا البرد الشديد مرابطون في مواقعهم دفاعا عن أهلهم وارضهم ووطنهم، فمثل هؤلاء يصدق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم كما روى عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما “عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”

كما لا أجد أروع من قوله صلى الله عليه وسلم كمكافأة كبيرة لكل مرابط على كل ثغر من ثغور هذا الوطن فعند النسائي وغيره بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال صلى الله عليه وسلم ” ألا أنبئكم بليلة أفضل من لية القدر؟ حارس الحرس في أرض خوف لعله ألا يرجع إلي أهله” ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يربي أصحابه على انتظار الفرج والتعبّد بإنتظار الفرج، وعلى الأمل الحسن، وأن الله سيأتي بالنصر والعاقبة الحسنة، وأن هذه طبيعة الدعوات، وهذه طبيعة الدنيا أصلا، ولا يمكّن الرجل حتى يُبتلى، ما يأتي النصر إلا بعد عسر، كما كان صلي الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه في الغار وحصل ما حصل من لحظات شدة عظيمة جدا، فيقول فرفعت رأسي أبو بكر رضي الله عنه.

فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت يا نبي الله لو أن أحدا نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟ وهو صلي الله عليه وسلم خارج في الهجرة وسراقة بن مالك يعدو خلفه ويريد أن يتمكن منه وأن يعيده إلى قريش طمعا في هذه الجائزة الكبيرة التي رصدت، والنبي صلي الله عليه وسلم لما لجأ إلى ربه وساخت يدا الفرس حتى بلغتا الركبتين يعد سراقة بسواري كسرى بن هرمز، ولما وصل المدينة قال أنس رضي الله عنه ” نزل في علوّ المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف” وأخذ له من هذا النزول في هذا المكان المرتفع التفاؤل له ولدينه بالعلو كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله، وفي غزوة بدر جعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يخبرهم بالمصارع، هذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان، ويضع يده على الأرض ها هنا وها هنا”

فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلي الله عليه وسلم، وفي غزوة الأحزاب لما أحدق الخطر بالمدينة واجتمعت قريش وغطفان وأسد وفزارة وأشجع وقبائل، وقالوا هذه هي، ضربة واحدة، هجمة واحدة، اتحاد القبائل العربية المشركة للهجوم على المدينة، وتحزبوا، وقد بلغت القلوب الحاجر من الخوف والفزع، ومع ذلك النبي صلي الله عليه وسلم يقول عند ضرب الصخرة الله أكبر، أُعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، باسم الله، الله أكبر والضربة الثانية والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، باسم الله والله أكبر وضرب الضربة الثالثة الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى