مقال

لما حضرت سفيان الثوري الوفاة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن لما حضرت سفيان الثوري الوفاة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت أذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما ” وإنك لعلي خلق عظيم” الذي كان صلي الله عليه وسلم رءوف بالناس شديد الحلم فقد بال أعرابي جهلا منه في مسجده، فتناوله الناس، فقال صلي الله عليه وسلم لهم “دعوه حتى يقضي بوله، وهريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بُعثتم مُيسّرين ولم تُبعثوا مُعسّرين” رواه البخاري، كما كان صلي الله عليه وسلم كثير البذل والعطاء، لا يرد سائلا ولا محتاجا، قال حكيم بن حزام رضي الله عنه “سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني” متفق عليه.

كما كان صلي الله عليه وسلم كريم اليد واسع الجود فقد جاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين، ورأى رجل عليه بُردة فقال اكسنيها ما أحسنها، فأعطاه إياها” رواه البخاري، وكما كان صلي الله عليه وسلم طيب لا يأكل إلا طيبا، يتوارى عن أي شبهة في المطعم أو المشرب، فقال صلي الله عليه وسلم “إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلَها، ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها” متفق عليه، كما كان صلي الله عليه وسلم يجلّ صحابته ويعظم مكانتهم وإن كانوا حديثي السن، فقد قال عن أسامة بن زيد وهو لم يتجاوز حينذاك الثامنة عشرة من عمره “أوصيكم به فإنه من صالحيكم” رواه مسلم، فأين نحن عباد الله من هذا السمو والرقي الأخلاقي، لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم”

وقد قال عبد الله بن داود لما حضرت سفيان الثوري الوفاة قال لرجل أدخل علي رجلين فأدخل عليه أبا الأشهب وحماد بن سلمة فقال له حماد يا أبا عبد الله، أبشر فقد أمنت ممن كنت تخافه وتقدم على من ترجوه، قال إي والله إني لأرجو ذلك، وعن مالك بن دينار، قال إن قوما من بني إسرائيل كانوا في مسجد لهم في يوم عيد لهم فجاء شاب حتى قام على باب المسجد فقال أنا صاحب كذا ليس مثلي يدخل معكم أنا صاحب كذا يزري على نفسه فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن فلانا صديق، وقال محمد بن واسع وهو في الموت يا إخوتاه تدرون أين تذهب بي؟ والله الذي لا إله إلا هو إلى النار أو يعفو عني، وعن محمد بن واسع قال لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد أن يجلس إلي، وعن أبي الوزاع قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما.

وقال له رجل لا نزال بخير ما أبقاك لنا الله قال ثكلتك أمك وما يدريك ما يغلق عليه ابن أخيك بابه ؟ وقال داود الطائي اليأس سبيل أعمالنا هذه ولكن القلوب تحن إلى الرجاء، وعن هارون بن رئاب أن غزوان وأبا موسى كانا في بعض مغازيهم فتكشفت جارية فنظر إليها غزوان فرفع يده فلطم عينه حتى نفرت وقال إنك للحاظة إلى ما يضرك، وعن أبي سنان قال، قال عمرو بن مرة ما يسرني أني بصير قد كنت نظرت نظرة وأنا شاب، وعن مالك بن ضغيم قال حدثتني خالتي حبابة بنت ميمون العتكية قالت رأيت أبا ضغيما نزل ذات ليلة من فوق البيت بكوز قد برد له حتى صبه ثم اكتاز من الجب ماء حارا فشرب فقلت له بعد ذلك بأبي أنت قد رأيت الذي صنعت فمم ذاك ؟

قال حانت مني نظرة مرة إلى امرأة فجعلت على نفسي أن لا تذوق الماء البارد أيام الدنيا قلت أنغص عليها الحياة، وقيل أنه مر حيان بن أبي سنان بغرفة فقال متى بنيت هذه ؟ ثم أقبل على نفسه فقال تسألين عما لا يعينك لأعاقبنك بصوم سنة فصامها، وعن منكدر بن محمد، عن أبيه أن تميما الداري نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى أصبح فقام سنة لم ينم فيها عقوبة للذي صنع، وعن طلق بن معاوية قال قدم رجل منا يقال له هند بن عوف من سفر فمهدت له امرأته فراشا وكانت له ساعة من الليل يقومها فنام عنها حتى أصبح فحلف أن لا ينام على فراش أبدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى