مقال

مصر فترة حكم عباس الأول

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مصر فترة حكم عباس الأول
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 27 يناير

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية أنه بموجب معاهدة لندن عام ألف وثماني مائة وأربعون ميلادي، وفرمان ألف وثماني مائة وواحد وأربعون ميلادي، باتت دولة محمد علي محصورة داخل حدود مصر التي حددها الفرمان من رفح حتى الوجه علي الساحل الشرقي للبحر الأحمر وفقا للخريطة مرفقة به والتي لم يعثر عليها حتى الآن، كما أعطي الفرمان لمحمد علي بعض النقاط الإستراتيجية علي الساحل الشرقي لخليج العقبة وهي، العقبة وضبا والمويلح الوجه.

وخلال فترة حكم عباس الأول وهي الفترة ما بين ألف وثماني مائة وثماني وأربعون ميلادي، إلي ألف وثماني مائة وأبعة وخمسون ميلادي، لاقت سيناء منه إهتماما من نوع جديد، حيث كان ينوي أن يجعلها مصيفا ومزارا سياحيا، فبني بالقرب من الطور حماما كبريتيا، كما مهد الطريق من دير سانت كاترين إلي قمة جبل موسى لجذب السياحة إلي المنطقة المقدسة، وشرع في بناء قصر علي جبل طلعة غربي جبل موسى، ومد طريق العربات من مدينة الطور إلي القصر، لكن لم يقدر لهذه الأعمال أن تنفذ، حيث عاجلته المنية قبل أن يتمها، وفي فترة حكم خلفه محمد سعيد، أقام في سيناء نقطة للحجر الصحي في الطور، بهدف التأكد من سلامة الحجاج، وخلال فترة حكم الخديوي إسماعيل حدثت عدة أحداث متصلة بسيناء.

منها زيارات العديد من الرحالة إلي سيناء وكان أهمهم البرفيسور بالمر، حيث أرسلته بريطانيا علي رأس لجنة علمية للتنقيب في منطقة الطور ورسم خريطة لسيناء، لكن كان أهم تلك الأحداث التي أثرت علي سيناء خلال تلك الفترة هو افتتاح قناة السويس للملاحة عام ألف وثماني مائة وتسع وستون ميلادي، التي كان لإنشائها آثارا هامة علي مجتمع سيناء، وكان من نتائج إقامة هذا الممر الملاحي المهم أن أنشأت عددا من المدن علي ضفتي القناة، فقد أنشئت الإسماعيلية في منتصف القناة تقريبا، كما أنشأت مدينة جديدة علي طريق العريش، وهي مدينة القنطرة، ولقد كانت سيناء تمثل منطقة إستراتيجية مهمة بالنسبة لمصر، ومسرحا حيويا للتلاقي والتصادم الحضاري بين الشرق الآسيوي والإفريقي.

وممرا هاما لأحداث وهجرات مهمة غيرت وجه التاريخ بالمنطقة، فقد دخل من خلالها الغزاة إلي مصر، كما كانت مسرحا لمعارك كبري كتلك التي حدثت بين الصليبيين والأيوبيين، وبين الفرنسيين والعثمانيين، لكن علي أي الأحوال لم يكن سكان سيناء طرفا في تلك الصراعات، كما أن موقف سكان سيناء من محمد علي كان موقفا معاديا، نظرا لاستخدامه أسلوب الشدة والقوة العسكرية ضد أي تمرد أو عصيان لأوامره، كما أن عمليات الإصلاح أو التجديد في منشآت ومباني شبه جزيرة سيناء طوال تلك الفترة لم تكن إلا لأغراض إستراتيجية وعسكرية بحتة، فاللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم إنا نسألك بفضلك ومنتك، وجودك وكرمك أن تحفظ بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى