مقال

تحقيق العبد شهادة لا إله إلا الله

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن تحقيق العبد شهادة لا إله إلا الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 29 يناير 2024

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي روي عنه أنس بن مالك رضي الله عنه فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فركب فرسا لأبي طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلفه، فقال لن تراعوا” رواه البخاري، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه ” فوالله ما سُبق أي فرس جابر، بعد ذلك اليوم ” وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فتلاحق بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على ناضح لنا قد أعيا فلا يكاد يسير.

فقال لي ما لبعيرك؟ قال قلت عيي، قال فتخلف رسول الله فزجره ودعا له، فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير، فقال لي كيف ترى بعيرك؟ قال قلت بخير، قد أصابته بركتك” رواه البخاري، وقال ابن حجر في كتابه الفتح ” آل أمر جمل جابر لما تقدم له من بركة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مآل حسن، فرأيت في ترجمة جابر من تاريخ ابن عساكر بسنده إلى أبي الزبير رضي الله عنه قال فأقام الجمل عندي زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر، فعجز فأتيت به عمر فعرّفت قصته، فقال اجعله في إبل الصدقة وفي أطيب المراعي، ففعل به ذلك إلى أن مات ” واعلموا يرحمكم الله أنه لا يمكن أن يحقق العبد شهادة لا إله إلا الله حتى يستوفي سبعة شروط وهي العلم واليقين والصدق والإخلاص والمحبة والقبول والانقياد.

فالشرط الأول وهو العلم بلا إله إلا الله وهو إدراك معنى لا إله إلاّ الله بدليله، فالإنسان لا يمكن أن يعمل بشيء ويطبقه في حياته حتى يعلمه، فالعلم لازم للعمل، فقال الله تعالى ” فاعلم أنه لا إله إلا الله” وقال النبي صلى الله عليه وسلم “من مات وهو يعلم لا إله إلا الله دخل الجنة” وأما الشرط الثاني وهو اليقين وهو اعتقاد لا إله إلا الله من غير شك، والشرط الثالث وهوالصدق وهو استقامة الظاهر والباطن على توحيد الله سبحانه وتعالى وطاعته، فقال سبحانه وتعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” وقال النبي صلى الله عليه وسلم “ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، صدقا من قلبه، إلا حرّمه الله على النار” وإن ضد الصدق النفاق، فهو من أشر الكفر بالله ويعني إبطان الكفر وإظهار الإسلام.

حيث قال سبحانه “إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار” وأما الشرط الرابع وهو الإخلاص، وهو الابتغاء بلا إله إلا الله والعمل بها وجه الله تعالى وثوابه دون رياء ولا سمعة، حيث قال الله تعالى ” وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء” وقال سبحانه وتعالى أيضا “قل الله أعبد مخلصا له دينى” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه، أو من نفسه ” وللإخلاص قوادح تفسده، يجب معرفتها واجتنابها، فإن القادح الأول هو الرياء، وهو فعل العبادة أمام الناس ابتغاء ثنائهم وإعجابهم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي، قيل ما الشرك الخفي يا رسول الله، قال الرياء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى