مقال

بما عليه رسول الله

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن 

بما عليه رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 31 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي حذر صلى الله عليه وسلم من الغلو والتنطع، حتى ولو كان في شخصه صلى الله عليه وسلم، فقال “يا أيها الناس، عليكم بقولكم، ولا يستهوينّكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل” رواه أحمد، وقال أيضا “لا تطروني أي لا تمدحوني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله” رواه البخاري، لأن النصارى ما ضلوا وما حادوا عن الجادة، إلا بسبب غلوهم في إطراء عيسى ابن مريم عليه السلام.

وقولهم فيه ما يهتز له عرش الرحمن، ومهما يعتذر من يغالون في النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يحبونه ويعظمونه لا نقبله لأن صيانة التوحيد وحمايته ضرورة لا تقايض باعتذار، فما أرسلت الرسل إلا لنشر التوحيد وتبليغه، وليس من المعقول أن يجعل من الرسول أو النبي معولا لهدم بنيانه الشامخ، أو تكدير نبعه الصافي، وإن من عقيدة أهل السنة والجماعة هو التمسك بما عليه صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فهم عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم، من أصحاب الفطرة السليمة وورعهم أشد، وشهدوا أسباب النزول وأدركوا مسائل الشرعية، ويقول الإمام احمد “من أصول أهل السنة والجماعة التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والإقتداء بهم”.

ويقول الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه “أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، أفضل هؤلاء لأنهم أبرهم قلوبا، وأعمقهم علما، واقلهم تكلفا، وقد اختارهم الله لصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم” والإمام الشافعي يقول “هم فوقنا في كل علم ودين، ورأيهم خير من رأينا لأنفسنا وفي أنفسنا” ويقول الله تعالي في سورة الفرقان “ويوم يعض الظالم علي يدية يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا” وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآيات أن عقبة بن أبى معيط دعا النبي صلى الله عليه وسلم لحضور طعام عنده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “لا آكل من طعامك حتى تنطق بالشهادتين”

فنطق بهما، فبلغ ذلك صديقه أمية بن خلف، فقال له يا عقبة، بلغني أنك أسلمت، فقال له لا، ولكن قلت ما قلت تطييبا لقلب محمد صلى الله عليه وسلم حتى يأكل من طعامي، فقال له كلامك عليّ حرام حتى تشتمه وتفعل كذا وكذا بمحمد صلى الله عليه وسلم ففعل الشقي ما أمره به صديقه، الذي لا يقل شقاوة عنه فأنزل الله هذه الآيات، فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ووفقنا لطاعتك وطاعة رسولك، وثبتنا على دينك حتى نلقاك، يا رب العالمين، وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى