مقال

الزناة والزواني يوم القيامة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الزناة والزواني يوم القيامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 13 فبراير

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن عقوبة الزناه في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثلاثة لايكلمهم الله ولاينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وذكر منهم شيخ زان” رواه مسلم وأحمد والنسائي، فمن لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه فمن ينظر في حاجته يوم القيامة فياله من موقف عصيب وشديد موقف وضع الزناة والزواني أنفسهم فيه بمحض إرادتهم.

فمن لم ينظر الله إليه فعاقبته وخيمة وخاتمته سيئة ومن لم ينظر الله إليه فأين مصيره وأين قراره ؟ هل هو في أعلى عليين ؟ أم في أسفل سافلين ؟ وهل يستوي هؤلاء العصاة مع من امتثل أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى كما جاء في سوة فصلت “أفمن يُلقى في النار خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير” وكما قال الله تعالى كما جاء في سوة يونس ” للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون، والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون” فالعاصي هو الأعمى يوم القيامة.

وأما المبصر السامع فهو الطائع المتقي الخائف الوجل فهذا يمشي بنور الله عزوجل في هذه الحياة الدنيا ويوم القيامة له الأمن من ربه سبحانه، فقال تعالى كما جاء في سورة الأنعام “أوَمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون” وكما قال تعالى “الذي آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” وقال تعالى في شأن العُصاة العُمي يوم القيامة كما جاء في سورة طه ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى” فهؤلاء نسوا الله، ونسوا أوامر الله عز وجل وعصوا الله في الخلوة ما تذكروا الله في الرخاء فنسيهم.

وهم في أشد الحاجة إليه سبحانه تخلى الله عنهم لأنهم ما عرفوا لله طريقا، وما قدروا لله حقا فالله تعالي سوف ينساهم في ذلك اليوم الذي يشيب فيه المولود، ذلك اليوم الذي يفر فيه المرء من أمه وأبيه وأخيه وصاحبته وبنيه ولا يتذكر إلا نفسه يحتاج إلى حسنة فلا يجدها فأولئك العصاة من الزواني والزناة لم يتذكروا أن ورائهم موت وسكرة وقبر ووحشة ومنزل ووحدة، ونار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى، فيالها من خسارة فادحة وندامة وأي ندامة، أما من أطاعوا الله جل وعلا، الذين اتقوا ربهم في السر والعلانية فلهم الجنات بإذن الله رب الأرض والسموات، وفي الختام نسأل الله أن يصلح ذريات المسلمين حتى يكونوا هداة مهتدين، ينصرون هذه الأمة ويزيلون عنها ما خنق أنفاسها من الجهل والضلال، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى