مقال

عليكم بتحذير الغافلين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عليكم بتحذير الغافلين
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير وسبحانه وتعالي أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد إن هناك ثمة أمور وجب الحذر منها وتحذير الغافلين عنها وهي أمور داعية ومعينة على فعل الفواحش وقد تكون من الأسباب المباشرة إلى ارتكاب فاحشة الزنا والعياذ بالله فهي وسائل قد يتوصل منها إلى ما هو أكبر منها ومن هذه الأمور هو ترك المرأة تسافر بدون محرم والمرأة هنا يقصد بها الأم والأخت والبنت والزوجة والعمة والخالة وغيرهم من المحارم فيحرم سفر المرأة بدون محرم.

لأن ذلك يفضي إلى مفاسد عظيمة وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله ” لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم” متفق عليه، وقال عليه الصلاة والسلام “لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما” رواه احمد وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم ” لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومين إلا مع ذي محرم” فترى المرأة تخاطب السائق والخياط وحتى صاحب الصيدلية والبائع وزوجها كالكيس لا يحرك ساكنا ولا يقول قولا فلا غرو أن يحصل بذلك مفاسد عظيمة في المجتمع نحن في غنى عنها، وكما أن الأمور الداعية والمعينة على فعل الفواحش هو الحرية في لبس الملابس فلا مانع لدى كثير من أولياء أمور النساء ترك من تحت ولا يتهم أن يلبسن ما يصف البشرة ويكشف السوءة من البناطيل والمكشوف من اللباس.

وذلك بدعوى التقدم الحضاري والطفرة المادية وإذا أردنا الحقيقة فهي من أمور الجاهلية ولكن ما عساك تقول لمن أشربت نفسه حب التقليد الماجن المصادم للفطرة البشرية، أما الغيرة فلا مكان لها في قلوب أولئك الأولياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا شيء أغير من الله ط رواه البخاري، وكما قال صلى الله عليه وسلم “إن الله يغار وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله ” رواه البخاري ومسلم، وكما أن الأمور الداعية والمعينة على فعل الفواحش هو الأماكن العامة فقد يخرج بعض الأولياء بمحارمهم إلى الأماكن العامة التي تكون المرأة فيها عرضة للنظر، كما تطلق هي الأخرى نظرها هنا وهناك فيحدث الأمر والخطب الجلل، وقيل أن قصابا ولع بجارية لبعض جيرانه فأرسلها أهلها في حاجة لهم إلى قرية أخرى.

فتبعها فراودها عن نفسها فقالت لا تفعل لأنا أشد حبا منك لي ولكني أخاف الله، قال فأنت تخافين الله وأنا لا أخافه ؟ فرجع تائبا، وإن الله جل وعلا يقبل توبة المذنب مالم تغرغر الروح أو تطلع الشمس من مغربها فبادروا بالتوبة النصوح لعل الله أن يتوب عليكم، وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله وذكر منهم النبي صلى الله عليه وسلم “ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها، فقال إني أخاف الله تعالى” رواه البخاري، فيا أخي المسلم أطلق أسرك من نار جهنم بابتعادك عما حرم الله تعالى وحرم نبيه صلى الله عليه وسلم وأقبل على جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدها الله لعباده المتقين الخائفين الوجلين المنتهين عن محارم الله تعالي المتبعين لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى