مقال

الدكروري يكتب عن بنو إسرائيل ودخول الأرض المقدسة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن بنو إسرائيل ودخول الأرض المقدسة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

عندما ارتحل نبي الله موسى عليه السلام ومعه بنو إسرائيل لدخول الأرض المقدسة، فكانوا إذا نزلوا ليرتاحوا ضرب موسى بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا فكانت تجري إلى كل سبط عين تدخل عسكرهم، وكانت السماء تمطر عليهم خبز المن، وتنسف عليهم الريح طير السلوى، وتذري رأسه عنه فيصير مصفى ليس فيه ريش فيصبح في العسكر ركامان عظيمان من خبز وطير، فيأكلون ويحملون، وبنى إسرائيل قد اختلف علماء العصر في بيان معاني هذه الآيات والمقصود منها الإفساد، فمنهم من قال إن مرتين الإفساد قد وقعتا، قبل الإسلام، وعوقب بنو إسرائيل أو اليهود عليهما من الله سبحانه وتعالى، وإن اختلفوا في نوع الإفساد الذي وقع منهم وفي زمنه، والغالب أنه استحلالهم المحرمات، ونقضهم العهود.وانتهاكهم للحرمات بين بعضهم وبعض، وإيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعض، وتمردهم على أنبيائهم، إلى حد القتل، وقد قتلوا نبى الله زكريا ويحيى عليهما السلام، وتآمروا على المسيح عليهم السلام، إلى آخر ما سجله القرآن الكريم عليهم من تجاوزات وانحرافات خطيره في سورة البقرة وغيرها من سور القرآن الكريم، وكما اختلف المفسرون في حقيقة العقوبة التي نزلت عليهم، ومن هم الذين سلطوا عليهم، جزاء ما صنعت أيديهم؟ وأكثر الأقوال أن أولى العقوبتين كانت تسليط البابلين عليهم، فهزموهم شر هزيمة، وأزالوا دولتهم، وخربوا ديارهم، وحرفوا توراتهم، وأخذوهم أسرى إلى بابل، فعاشوا في النفي المذل، والغربة الأليمة سبعين عاما، وأما العقوبة الثانية، فكانت ضربة الرومان لهم، التي أنهت الوجود الإسرائيلي أو اليهودي من فلسطين، وفرقتهم في أنحاء الأرض. فلم تقم لهم قائمة بعدها، حتى جاءت الصهيونية الحديثة، ومنهم من قال إنما وقعت مرة واحدة من المرتين، عندما بعث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعاهد بني إسرائيل في المدينة، ثم غدروا به وعادوه وحاربوه، فكانت هذه هي مرة الإفساد الأولى، وقد عاقبهم الله تعالى عليها بتسليط عباد له أولي بأس شديد عليهم، وهم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة معه، فحاربوهم وانتصروا عليهم وأن المرة الثانية هي ما وقع من اليهود اليوم في فلسطين من تشريد أهل فلسطين وتذبيحهم، وتقتيلهم، وهتك حرماتهم، وتخريب ديارهم، التي أخرجوا منها بغير حق، وفرض وجودهم العدواني الدخيل بالحديد والدم والرصاص، وننتظر اليوم عقوبة الله تعالى لهم، بتسليط المسلمين مرة أخرى عليهم، كما سلط عليهم الصحابة أول مرة، وهذا ما ذهب إليه بعض علماء العصر. مثل الشيخ الشعراوي والشيخ عبد المعز عبد الستار وغيرهما، مبينين أن المرة الأولى في إفساد بني إسرائيل كانت في عصر النبوة بعد البعثة المحمدية، وهي ما قام به بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، وأهل خيبر، من كيد وبغى على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد نصرهم الله تعالى عليهم، وكان العباد المسلطون عليهم هم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بدليل مدح هؤلاء بإضافتهم إلى الله بقوله، كما جاء فى سورة الإسراء “عبادا لنا” وأن ما أجمع عليه المفسرون القدامى أن مرتي الإفساد قد وقعتا، وأن الله تعالى عاقبهم على كل واحدة منهما، وليس هناك عقوبة أشد وأنكى عليهم من الهزيمة والأسر والهوان. والتدمير على أيدي البابليين، الذين محوا دولتهم من الوجود، وأحرقوا كتابهم المقدس، ودمروا هيكلهم تدميرا، وكذلك ضربة الرومان القاصمة التي قضت على وجودهم في فلسطين قضاء مبرما، وشردتهم في الأرض شذر مذر، كما قال تعالى فى سورة الأعراف ” وقطعناهم فى الأرض”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى