مقال

الإلتفات إلى الدين وإلى الأسرة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإلتفات إلى الدين وإلى الأسرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن الإسلام هو دين الله في الأرض يوم خلق الإنسان، وبعث به جميع الأنبياء الى أممهم وأقوامهم، وكذلك جاءت رسالة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم مسك الختام، فهي الرسالة الخاتمة والمصدقة للرسالات السابقة وللأنبياء السابقين، وكذلك مهيمنة على الكتب السالفة، وهذه الرسالة التي ختم الله بها الرسالات صالحة لكل زمان ومكان إلى قيام الساعة، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وقد بنى الإسلام صرحه الشامخ على ركنين عظيمين، هما تربية الفرد، وتهيئة المجتمع الصالح وربطهما ببعض.

والأسرة ذلك المجتمع الصغير الذي يتألف من أفراد قلائل، وقد عني الإسلام بتكوين الأسرة من البداية لأنها الأساس، فوجه الأنظار منذ البداية إلى تكوينها في اختيار الزوج والزوجة، فإذا اخترنا الزوجة نختار صاحبة الدين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم “تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك” وبالنسبة للزوج قال الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد، قالوا يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، ثلاث مرات” رواه الترمذي، وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” إذا بنينا الأسرة على هذا الأساس شمخ البنيان، ونجحنا في تقويم الأولاد، فنحن نكون قد حصلنا على أسرة صالحة، ومن مجموع الأسر نحصل على مجتمع فاضل تسوده المحبة، ويسري فيه الصلاح، ويكثر بينهم التعاون والتناصح والتآلف والتكاتف، جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، و لا تدابروا، ولا يبع بعضكم علي بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو السلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا ويشير صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” رواه مسلم.

لقد كتب كثير من علماء الإجتماع في إصلاح المجتمع، وقد أغفل هؤلاء عمدا الالتفات إلى الدين وإلى الأسرة، مع أن هذه الكتب شكت بعد الناس عن الله، ولمسوا بكل وضوح خراب الأسر وتفككها لا سيما في المدن التي تقدمت صناعيا إذ كانت الصناعة سببا لأن تكون المدن أخلاطا من مختلف بلاد العالم، فتفككت عرى الأسر، وأضحى الإنسان أقرب إلى الحياة الانفرادية من أن يندمج مع أخيه أو أبيه، أو أقربائه، فهذا الإنسان التائه والذي لا يجد الأسرة التي يلتجا اليها، ولا يعرف الله فيتجه مثلا إلى بيت من بيوته في شدته لعله يجد بعض الطمأنينة، هذا الإنسان المعاصر أخذ يلجأ إلى الطبيب وهو يعلم أن الطبيب لا ينفعه لمعالجة أزمته النفسية، وليس عنده علاجا شافيا، نعم يذهب إلى الطبيب لأنه لا يجد في الميدان أو الساحة أحدا غيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى