مقال

الجزاء من جنس العمل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الجزاء من جنس العمل
بقلم / محمـــد الدكـــروي
اليوم : الخميس الموافق 15 فبراير 2024

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد لقد حذرنا الإسلام من الوقوع في جريمة الزنا وأخبرنا بانها فاحشة وكبيرة من أكبر الكبائر، فيا أيها الزاني فاتقي الله في نفسك وارحم ضعفك من نار تلظى وأعدها الله تعالي لمن أذنب وزنى فجسدك على النار لا يقوى فويل لك من عذاب لا تموت فيه ولا تحيى فالبدار البدار بالتوبة والتقوى والفرار إلى عالم الجهر والنجوى صاحب الجزاء الأوفى الله العلي الأعلى، فيا أيها الزاني اتقي الله تعالي في أعراض المسلمين فوالله كما تدين تدان والجزاء من جنس العمل.

فيا من بليت نفسك بالزنا هل ترضى الزنا لأمك أو لابنتك أو لأختك أو لعمتك أو لخالتك أو لقريبتك ؟ لا أظنك إلا ستقول لا، إذن كيف ترضاه لنساء المسلمين ؟ فكما أنك لا ترضاه لأهلك فكذلك كل إنسان لا يرضاه لأهله، فكف عن هذا الفعل المشين والعمل الخسيس القبيح قبل أن يداهمك هادم اللذات والشهوات ومفرق الجماعات والزناة ثم حين ذاك لا تنفع الحسرات والآهات ولا الصرخات والويلات، فيا من ظلمت نفسك وغيرك من المسلمين بالزنا والفعل المشين، اعلم أنه يقول ربك تعالى كما في سورة غافر “يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار” وأين أنت يا مسكين عندما ينادى المؤمنون المتقون إلى جنات النعيم، ثم تساق أنت ومن على شاكلتك إلى الجحيم والحميم فرحماك يا عليم يا حليم.

فتوب إلى الله تعالي قابل التائبين والعافي عن المذنبين، أنسيت الموت وسكرته والقبر وظلمته والصراط وزلته والحساب وشدته؟ أنسيت قول الله تعالى كما جاء في سورة النور ” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ” أنسيت قول الله تعالى لك ولغيرك كما جاء في سورة الإسراء ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ” أنسيت قول الله تعالى كما جاء في سورة غافر “النار يعرضون عليها غدوا وعشيا” إذا نسيت أنت فربك لاينسى “وما كان ربك نسيا ” وقال تبارك وتعالى “في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى” فيا أيها الشباب اتقوا الله وراقبوه واخشوه وتوبوا إليه فأنتم محاسبون على أعمالكم مؤاخذون بأقوالكم “أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون”.

واحفظوا وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم لكم، ألا فاعلموا أيها الشباب أن التفحيط والتنطيط وإيذاء الناس والمارة والتجمعات الشبابية والتحزبات الهمجية والحركات اللا منهجية، لو كانت كل تلك المهازل والمفاسد رفعة في الدرجات وزيادة في الحسنات والله لما سبقتم إليها العلماء والعقلاء والفضلاء والنبلاء، ولكنها انحطاط في الخلاق ونقيصة في الأدب وعيب في التربية ومثلبة في الرجولة فمن هو العاقل الذي يرضى لنفسه بالسفول وضياع الأخلاق، وأن ينظر الناس إليه بعين الازدراء والاستهزاء، بل ربما أدت تلك الأخلاق السيئة والانحرافات المشينة، أقول ربما أدت إلى قطع الصلات مع الله تعالي، ومع عباد الله، فالله الله أيها الشباب بطاعة ربكم ووالديكم والاهتمام بعلمائكم وقادتكم والعناية بمقدرات وطنكم وتوفير السلامة للمسلمين.

فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والتزموا هدي الكتاب العزيز، والسنة المطهرة وعضوا عليهما بالنواجذ، ففيهما الخير والهدى والعفاف والغنى والنور والهدى وإياكم ومحدثات الأمور وبدعها فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وصلوا وسلموا على النبي المختار، سيد الأبرار، صادق الأخبار، فقد أمركم الله بذلك ليل نهار، فقال الواحد القهار ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” فاللهم صلي على عبدك ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى