مقال

حفظ آداب مجالس الطريق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حفظ آداب مجالس الطريق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 18 فبراير 2024

الحمد لله المستوجب لصفات المدح والكمال والمستحق للحمد على كل حال، لا يحصي أحد ثناء عليه بل هو سبحانه كما أثنى على نفسه بأكمل الثناء وأحسن المقال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى به الناس من الضلال، ووضع عنهم الآصار والأغلال، فصلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ثم أما بعد، ذكرت كتب الفقه الإسلامي أن هناك كثير من الآداب الإسلامية علي المسلم أن يلتزم بها ومنها حفظ آداب مجالس الطريق وخاصة السوق وهي رد السلام وحفظ البصر وكف الأذى، وإنه من المستحسن أن تسير المرأة في حافة الطريق ومن اللائق أن يترك الرجال أماكن السير القريبة من المتاجر للنساء.

فلتحذر المرأة المسلمة عن التبرج والزينة والخضوع بالقول عند التعامل مع البائع، وحاول أن تذهب إلى السوق في غير أوقات الزحمة وخاصة في منتصف الأسبوع، فلتحذر المرأة عن كشف يدها او رجلها للبائع بحجة قياس الملابس أو السلعة، وكذلك لا تضع المرأة حجابها في بعض غرف تبديل الملابس في المحلات بغرض القياس، ومن المكروه كثرة المماطلة في السعر وعلو الصوت والاحتكاك مع البائع، فليحذر الشباب من كثرة التردد على الأسواق لحاجة أو بغير حاجة، فالأسواق شر الأماكن عند الله والمساجد خيرها، وكما ينبغي على المسلم أن لا يشغله البيع والشراء عن الصلاة وذكر الله تعالي، وكذلك مراعاة الناس من الأمور المطلوبة مثل التوقف للمرأة حتى تقطع الشارع أو مساعدة كبير السن أو مراعاة الأطفال.

ولا توقف سيارتك في أماكن مرور الناس أو تغلق الطريق على غيرك من السيارات المتوقفة أو في أماكن ممنوعة الوقوف، ومن غير المستحب الأكل والشرب في الأسواق من الماكن المكشوفة، ولا ينس المسلم نفسه في مساجد الأسواق فيتداول أمر البيع والشراء داخل المسجد، وعندما تقرر شراء سلعة أعطي الأولوية للمنتجات العربية والإسلامية على غيرها، وعدم الانخداع بالمظاهر الخداعة والماركات والمغالاة في سعر السلع وتبذير الأموال فالسلع في النهاية وسائل وليست غايات، وكما يجب على البائع والمشتري الحفاظ على الأسواق نظيفة ومرتبة ويكفي ما يتهمنا به الآخرون من إهمال وقلة نظافة ورمي للورق والأكياس على الأرض، واحذر من شراء الذهب والفضة ببطاقات الصرف الآلي.

لأنه يشترط شرعا في بيع الذهب والفضة التقابض من الجانبين، وابتعد عن شبهات الربا في التعامل فهي من المحرمات الواضحة والكبيرة، وعلى المسلم الإبتعاد عن الشبهات وخاصة السحوبات التي يدخلها بعض الناس بغرض الفوز لا بغرض الحاجة إلى السلعة، وعلى التجار الإبتعاد عن المغالات في الأسعار، أو زيادة سعر السلعة مع توزيع هدية معها وليكن ربحهم معقولا، فليحذر البائع أن يعلن عن تنزيلات وهمية كاذبة ليوهم الناس ويخدعهم، وكذلك النهي عن البيع الذي فيه جهالة وتغرير وخداع للمشتري، ولا يبيع التاجر في محله ما هو محرم كالخمر ولحم الخنزير أو التماثيل والأصنام، وفي الختام نسأل الله أن يصلح ذريات المسلمين حتى يكونوا هداة مهتدين، ينصرون هذه الأمة ويزيلون عنها ما خنق أنفاسها من الجهل والضلال، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى