مقال

خصال أعمال اللسان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن خصال أعمال اللسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستغفره، ونرجو رضاه، ونشهد أن لا إله إلا الله، جعل السعادة في خشيته وتقواه، ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا رسول الله وحبيبه من خلقه، ورضيه ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، ثم أما بعد إن أعمال اللسان يصدر عنها سبع شعب وهم التلفظ بالتوحيد، وتلاوة القرآن العظيم، وتعلم العلم النافع، وتعليمه للمبتدئين والمحتاجين، والدعاء والذكر، والتوبة والاستغفار، وأعمال الجسم والبدن تشتمل على ثماني وثلاثين خصلة التطهر من الأحداث وستر العورة والصلاة فرضها ونفلها وإيتاء الزكاة، وإطعام الطعام والصيام واجبه ومسنونه والاعتكاف وتحرّي ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، والحج والعمرة، والوفاء بالنذر.

وأداء الكفّارات والزواج للقادر، والإنفاق على الزوجة والأولاد، وتربيتهم على ما يرام، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجار والإصلاح بين الناس والعدل في الرضا والغضب وطاعة أُولي الأمر والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحسن المعاملة وإكرام الضيف والجهاد في سبيل الله تعالى وكسب المال من الطرق المشروعة وإنفاقه فيما يرضي الله وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج وأداء الأمانة وإقامة الحدود والعطف على الأيتام والضعفاء وترك التبذير والإسراف ومتابعة الجماعة، والضرب على أيدي الظالم، وإماطة الأذى عن الطريق، وإن من الناس مَن حُرم الحياء، فوقع في أحضان السوء، يفعل ما تسوله له النفس الأمّارة بالمعاصي، ويسلك سبيل الشيطان.

ويغضب الرحمن، ويعيش بين الورى ثقلا عليهم، والأرض تئن من تحته، والجميع يتمنّون الخلاص منه، وليس له ضمير يمنعه عن قبيح، ويحول بينه وبين الشرور، وهذا يدق بيده المسامير في نعشه، وهو من الأخسرين أعمالا، الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وفاته أن من خلع برقع الحياء فقد حرم خيرا كثيرا، ومن ابتعد عن هذا الخلق الجليل، سار نحو الهاوية بخطوات واسعة، وأينما توجه لا يأتي بخير، وقد خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وتدرك الدليل على هذا جليا وواضحا، من تشبيه رحمة الله للعالمين صلى الله عليه وسلم الإيمان الكامل بشعبه البضع والستين، وهو مركّب من التصديق والإقرار، والعمل بشجرة وارفة الظلال، يانعة الثمار.

كثيرة الفروع والأغصان، ثم حذف المشبه ورمز إليه بذكر شيء من أن الأزمة وهو الشّعب، على سبيل الاستعارة بالكناية، وذكر الشّعب تخييل، والمقصود منها فروع الإيمان على طريق المجازاة والبيان الذي لا يدنو منه بيان إنسان لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أفصح الناس لهجة، وأبلغهم منطقا، وأروعهم أسلوبا، وأصدقهم قولا وأوضحهم حجة، وأوجزهم عبارة، ولا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وكانت حياته كلها هداية ونورا، وكانت أقواله وأفعاله جميعها مددا عظيما يستمد منه الخلق سادهم ورشادهم، في معاشهم ومعادهم، فأسأل الله تعالي أن يكتب لنا ولكم القبول، وأن يتقبلها منا بقبول حسن، كما أسأله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بها وقارئها، ومن أعان علي نشرها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى