مقال

كفارة من أفطر متعمدا في رمضان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن كفارة من أفطر متعمدا في رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 5 مارس 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وقيل أن رجل قام الصباح، وما نوى صيام النفل، ثم نوى من الساعة العاشرة صباحا مثلا وأكمل، صيامه صحيح؟ نعم، فإن صيامه صحيح، ولكن ما هو الفرق بينه وبين من نوى صيام النفل من الليل؟ وأيضا شخص ليلة الاثنين، قال سأصوم، وصام، وآخر ما نوى صيام ليلة الاثنين، وقام الاثنين الصباح الساعة عشرة نوى وصام، فما الفرق بينهما؟

فإن الفرق هو الأجر، فالذى نوى الصيام من الليل أجره أتم، وأما من نوى الصيام في الصباح فليس له من الأجر إلا من حيث ما نواه، وإذا صام أول يوم من رمضان ثم جاءه من شككه في ثبوت الشهر فأفطر، فقد أفتى الشيخ عبد الرحمن بن سعدى رحمه الله، أنه ليس عليه شيء كالجاهل والناسى، وذكر أن بعض أهل العلم قالوا يجب عليه القضاء، وذكروا أن عليه القضاء إلا إذا كان وطئ فعليه كفارة أيضا، ورجح الشيخ ابن سعدى فى فتاويه أنه ليس عليه شيء كالجاهل والناسى، ولا يجوز للصائم أن يتناول شيئا من المفطرات إذا كان صومه واجبا، أو صيام كفارة، أو صيام نذر، أو صيام قضاء، أو صيام رمضان، فإنه لا يجوز له أن يتناول شيئا من المفطرات إلا بعذر السفر أو المرض، فإذا أفطر عامدا فيجب عليه إكمال بقية اليوم.

وإمساكه والقضاء والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والإفطار من أجل الامتحانات ليس عذرا للإفطار ولا شك، وهذا إفطار متعمد فيه إثم كبير، ويجب عليه التوبة وإكمال بقية اليوم، فأما من أفطر لعذر فإذا كان عذره مستمرا كالكبير والمريض مرضا مزمنا، فيجب عليه فدية طعام مسكين عن كل يوم، ولكن كيف يخرجها؟ فإنها على طريقتين، إما أن يجمع المساكين فيغديهم أو يعشيهم، ويطبخ لهم أكل، ويرسله إليهم أو يعزمهم فى البيت، ويعشيهم بمعنى يشبعهم من الطعام، والطريقة الثانية هو أن يخرج طعاما غير مطبوخ، مدا من الطعام، وهو نصف صاع من قوت البلد تقديرا كيلو ونص أرز مثلا مع شيء من اللحم إذا تيسر ذلك، فلو أن إنسانا كبير في السن لا يستطيع الصيام، فماذا يفعل؟

فأخرج له كيس أرز خمسة وأربعين كيلو جرام أرز عن الشهر كله، ومعه كرتون دجاج مذبوحه مثلا، وأعطاها إلى مسكين أو عدة مساكين بعدد أيام الشهر أو أقل فإنه لا بأس بذلك وفعله صحيح، ويجوز أن يخرجها عن كل يوم بيومه، ويجوز له أن يجمعها ويعطيها للمساكين دفعة واحدة، ويجوز له أن يعطيها على دفعات، ويجوز أن يعطيها لمسكين واحد، أو لعدة مساكين، كل ذلك لا حرج فيه، وذلك بخلاف كفارة اليمين، فلا بد من العشرة بالعدد، لا بد تعطي عشرة بالعدد، أما فدية الإطعام فى رمضان، هى لمن لا يستطيع الصوم فيجوز إعطاؤها لواحد أو أكثر، ولا يجوز إخراجها نقودا، لأن الله نصّ على الطعام، فقال تعالى ” فدية طعام مسكين” والطعام غير المال.

وإنه واضح معنى الطعام، لا يمكن أن يقال إن المال يشمل الطعام، وإن المال متمول، معروف ما هو المال، والطعام معروف، فلما قال الله تعالى ” فدية طعام مسكين” لابد من الطعام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى