مقال

الشهر الكريم والموسم العظيم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الشهر الكريم والموسم العظيم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 8 مارس 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان، وإن من خصائص هذا الشهر الكريم والموسم العظيم أن الله عز وجل اختاره لنزول القرآن في ليلة القدر، فقد نزل إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل مفرّقا بحسب الحوادث والمناسبات، فذلك دليل على فضل رمضان وعُلو منزلته عند الله تبارك وتعالى، وعِظم شأن العمل الصالح فيه، ومن جليل خصائص هذا الموسم المبارك الذى لا يُحرم من خيره إلا هالك، أنه يتحقق فيه أمور عظيمة.

حيث تنشط المؤمن على طاعة الله، وتجعله يحجم عن معصيته، ويرجو رحمة ربه فيه، فعن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال “إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وأغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين” فذلك كله يدل على ما لرمضان من مزيد الخصوصية، وما يتهيأ فيه من الإعانة على الخير، وتيسير ترك الشر، والاجتهاد في أنواع العمل الصالح، والتوبة من القبائح، إلى غير ذلك من أسباب رفعة الدرجة، وعلو المقام عند الله عز وجل، ومن خصائص هذا الشهر المعلومة لهذه الأمة المرحومة، أنه شهر يستجاب فيه الدعاء، ويكثر فيه الذكر الذى يرفع مقام العبد عند ربه عز وجل، فيذكره سبحانه مثنيا عليه في الملأ الأعلى، ولذا جاء قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة البقرة” وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون”

وفى ثنايا ذكر آيات أحكام الصيام هدايةً للعباد، وتنبيها لهم على الصلة الوثيقة بين الصيام والدعاء، وأن ليل رمضان ونهاره كله مظنة لإجابة الدعاء، وفي ذلك من الحض عليه ما لا يخفى، وخصوصا وقد ثبتت الأحاديث الصحيحة الدالة على أن دعوة الصائم لا ترد كما في الحديث الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم قال “ثلاثة لا ترد دعوتهم، منهم والصائم حين يُفطر” وقال صلى الله عليه وسلم ” فاستكثِروا فيه، يعنى رمضان، من أربع خصال، خصلتان ترضون بها ربكم، وخصلتان لا غنى لكم عنهما، فأما اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما، فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار” ومن خصائص هذا الشهر أن فيه ليلة القدر الموصوفة بأنها ليلة مباركة، وأنها خير من ألف شهر.

وأنه يفرق فيها كل أمر حكيم، وأنها تتنزل الملائكة، وأنها سلام حتى مطلع الفجر، وغير ذلك من أوصافها العظيمة الدالة على عظم شأنها، وكثرة ما فيها من الخير والبركة لأهل الإيمان، وإن عظم شأن العمل الصالح فيها عند الرحمن، وما فيها من الأوامر الحكيمة المؤثرة على الإنسان والأكوان، فشهر فيه هذه الليلة شهر عظيم، ومقداره عند الله كبير، وللعمل الصالح فيها عند الله مقام على يُعلى صاحبه، ومما خص الله به شهركم مما يرفع ذكرهم ويُعظم ذكرهم أنه شهر يضاعف الله فيه العمل ويضاعف فيه الثواب، كما في الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم “من أدى فيه نافلة كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى