مقال

إيذاء المؤمنين في رمضان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إيذاء المؤمنين في رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 17 مارس 2024

الحمد لله، الحمد لله بارئ النسم، ومحيي الرمم، ومجزل القسم، مبدع البدائع، وشارعِ الشرائع، دينا رضيّا، ونورا مضيّا، أحمده وقد أسبغ البر الجزيل، وأسبل الستر الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ عبد آمن بربه، ورجا العفو والغفران لذنبه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحزبه صلاة وسلاما دائمين ممتدين إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، فقال القاضى عياض رحمه الله في خديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ” إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين”

يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم، وقال ويحتمل أن يكون المراد المجاز ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم ليصيروا كالمصفدين ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ولناس دون ناس، ويؤيد هذه الرواية الثانية فتحت أبواب الرحمة وجاء في حديث آخر صفدت مردة الشياطين، قال القاضي عياض ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموما كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات، وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها.

وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عما ينكفون عنه من المخالفات، ومعنى صفدت غللت وقيدت وأيضا فإن شهر رمضان وصيامه يكفر الذنوب، فقال صلى الله عليه وسلم “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان” أى صلاة الجمعة منتهية إلى الجمعة وصوم رمضان منتهيا إلى صوم رمضان “مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر” شرط وجزاء دل عليه ما قبله، ومعناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فلا تغفر لا إن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة فإن كانت لا تغفر صغائره، وأيضا فإن العمرة فى رمضان ثوابها مضاعف، وقوله صلى الله عليه وسلم “عمرة في رمضان تعدل حجة” في الثواب لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الإعتمار لا يجزى عن حج الفرض.

ومن فضائل رمضان وخصائصه نزول القرآن الكريم فيه، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم، وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذى كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء، فاللهم اغفر لنا ذنوبنا ووسع لنا في دورنا، وبارك لنا فيما رزقتنا، اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت، اللهم إنا نعوذ بك من الهرم والتردي والهدم والغم، والغرق والحرق، ونعوذ بك من أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم ارزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، اللهم إنا نعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، ونعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى