مقال

الدكروري يكتب عن أهل اللهو والعبث في رمضان

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 18 مارس 2024

الحمد لله الذي شمل بخلقه ورحمته ورزقه القريب والبعيد، سبحانه وتعالي “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله هو أفضل النبيين والمؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى اله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن فضائل شهر رمضان وعن الصيام، فيا أهل اللهو والعبث ويا أهل البرامج والفوازير والمسابقات نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول ” ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث ” رواه ابن حبان. 

فهذا هو الصيام فإذا تحقق فيه ذلك كان جنة من المعاصي، فالصيام الذي لا يمنعك من النظر إلى الحرام والسب والشتم والتلاحي والخصام والغيبة والنميمة والقيل والقال والولوغ في الأعراض فليس بصيام، إنما الصيام من اللغو والرفث إذا تحقق هذا كان جنة من المعاصي وبالتالي جنة ووقاية من النار فقال صلى الله عليه وسلم ” الصيام جنة يستجن بها العبد من النار ” رواه أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم ” الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل فان سابه أحد فليقل إني صائم ” رواه الشيخان، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر ” رواه ابن ماجة. 

وقال الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه ” إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع عنك أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء ” ويقول الإمام أحمد رحمه الله ” ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري في كلامه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا” وإذا كان سلف الأمة يستعدون لرمضان بهمم عالية وعزائم قوية وإرادات ماضية ليستغلوا رمضان في طاعة الله ليجعلوه منطلقا للخيرات ومنطلقا إلى التوبة وإصلاح النفس والحال، ومع ذلك فإننا نجد عجبا من بعض الناس يستعدون لرمضان، ولكن بما يفسد على الناس صومهم ويهدم أخلاقهم ويبعدهم عن تحسس واستشعار معاني الصيام والقيام. 

فيستعدون باللهو والعبث وبما يفسد حرمة هذا الشهر الكريم ويستعدون لنا بالمسرحيات وبالمسلسلات وبالأفلام التي وإن لم تكن هابطة أو خالعة أو عارية كما يقولون، فلا تعدوا عن كونها مبعدة للناس عن صومهم وقيامهم وعباداتهم، فإنها مسلسلات جعلت هدفها الإستهزاء بسنة سيد المرسلين والسخرية بعباد الله الصالحين ومحاربة ثوابت الدين فمرة يغمزون اللحية والغيرة وتارة يحتجون على المحرم للمرأة وغير ذلك، ناهيك عن تصويرهم للمستقيم على دينه المتمسك بسنة نبيه بصورة الأبلة والموسوس والمتناقض، أما ظهور الفاتنات من النساء فحدث ولا حرج، وبعض المفتونين يدير الريموت على أجساد العرايا ففي الليلة الواحدة يدور الواحد منهم على العالم شرقا وغربا يفسد صيامه بالنظر الحرام.

وباللهو الحرام وبالفعل الحرام، فإنني أقول لمن ابتلوا بهذه القنوات أو المجلات أو بتضيع أوقاتهم فيما لا يفيد ولا ينفع لماذا لا نفكر أن نبدل السيئة بالحسنة؟ ولماذا لا نغتسل بماء التوبة النصوح من حمأة الخطايا؟ ولماذا لا نجعل هذا الشهر الكريم بداية لأن نهجر هذه القاذورات سيما ونفوسنا مهيئة للخيرات؟ لعلها أيها الأحبة في الله أن تكون بداية النهاية إن شاء الله لكل شيء يبعد عن الله ويسخطه، ولعلها أن تكون بداية الإنطلاقة الحقيقية في المسارعة إلى الخيرات وإرضاء رب الأرض والسماوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى