مقال

أولئك أصحاب الميمنه

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أولئك أصحاب الميمنه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 1 إبريل 2024

الحمد لله الذي امتن على عباده بالأسماع والأبصار وكرم الإنسان ورفع له المقدار، واصطفى من عباده المتقين الأبرار، فوفقهم للطاعات وصرفهم عن المنكرات وأعدّ لهم عقبى الدار، أحمده سبحانه فهو الذي خلق المنطق واللسان، وأمر بالتعبد وذكر الرحمن ونهى عن الغيبة ومنكر البيان، فسبحانه من إله عظيم يحصي ويرقب ويرضى ويغضب، وينصب الميزان، يوم تنطق الجوارح وتبين الفضائح، فإذا هم قد أحصيت أعمالهم، وهتكت أستارهم وفشت أسرارهم ونطقت أيديهم وأرجلهم، فأشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد.

لقد كان الصحابي الجليل أبو بكر الصديق يتعاهد امرأة وابنتها بشيء من حلب شاتهم، فولى الخلافة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يعرفون أنه أبو بكر، فقالت البنت الصغيرة لأمها” الآن لا يحلب لنا أي بعد أن تولى الخلافة، الآن لا يحلب لنا فقال رضي الله تعالى عنه بل لأحلبنها لكم وأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه” أي لا يغيرني ما توليت من ولاية عظمى عن أن أقوم بشأنكم وأسير على ما كنت عليه من صالح العمل، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم حثنا على هذا الخلق الكريم، ورغبنا فيه، فأولا يبين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن من أحسن إلى الكبير في الدنيا هيأ الله لذلك المحسن عند كبر سنة، ورقة عظمه من يجازيه بهذا العمل الصالح، فيقول صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يكرم ذا الشيبة، إلا قبض الله له من يكرمه فى سنه”

فإذا أكرمت ذا الكبر لسنه قيض الله لك في حياتك من يجازيك بمثل ما عملت، فيكرمك ويحسن إليك، فلقد بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، بعثه برسالة شملت مصالح الناس في دينهم ودنياهم، كانت رحمة على البشرية لم يطرق العالم نظيرها وشبيهها، رحمة عمت كل أحد، فقال الله تعالى “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وكان من صفات صاحبها الذي جاء بها ما قاله الحق جل في علاه ” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم” فصفته الرحمة، فقال تعالى ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم” وقد جعل الله تعالى ذلك خصلة وصفة لمن آمن به كما قال تعالى ” رحماء بينهم” فالرحمة أيها المؤمنون هي من خصال أصحاب الميمنة الذين عظم الله شأنهم.

وفخم أحوالهم فقال تعالى ” ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنه” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الراحمون يرحمهم الرحمن” ثم قال صلى الله عليه وسلم ” ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء” اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم أصلح أحوال المسلمين واجعلهم لشريعتك محكمين ولسنة نبيك متبعين، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال، لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، برحمتك يا عزيز يا غفار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى