منْ أفضلَ منْ يكتبُ عنْ المرأةِ سوى المرأةِ ، منْ أفضلَ منْ يكتبُ عنْ زيفِ المجتمعِ تجاهَ التاءِ المربوطةِ سوى بنتِ حواءْ.. وهكذا أثبتتْ الكاتبةُ صغيرةً السنِ كبيرةً الموهبةِ ” مهرائيلْ نخلةً ” أنَ حواءْ هيَ الأقدرُ على التعبيرِ عنْ مشاكلها وذلكَ في مسرحيتها الجديدةِ ( بالأبيضِ ) .
( بالأبيضِ ) مسرحيةً ابتسمتْ بالجرأةِ على صعيدِ العرضِ والفكرةِ .. فأربعُ فتيات في أعمارٍ مختلفةٍ يحلمنَ بفستانِ الفرحِ الأبيضِ ، الحلمُ المشروعُ لكلِ فتاةٍ حملتْ في جسدها ملامحَ الأنوثةِ ، ولكنْ وفيٌ براعةً شديدةً تسحبنا الكاتبةُ لمعرفةِ ما وراءَ هذا الحلمِ الذي يبدو للمتفرجِ أنهُ بسيطٌ ولكنْ وراءهُ كارثةٌ نفسيةٌ دفعتْ كلَ فتاةٍ لكيْ تبحثَ عنْ الهروبِ منْ جحيمِ الواقعِ إلى جنةِ فستانِ الفرحِ . فبينَ التي تهربَ إلى الزواجِ طمعا في الخلفةِ حيثُ يهددها الزمنُ بفقدانِ الرحمِ ، وبينَ الهاربةُ منْ الفقرِ إلى أحضانِ الثراءِ ، الهاربةَ منْ فقرِ المشاعرِ إلى المتعةِ الجسديةِ ، وبينَ التي تهربَ منْ بيتِ أبيها حيثُ الاغتصابُ إلى الأملِ في العريسِ الفارسِ الذي يحميها منْ غدرِ الأبِ .
تجتمع أربعةُ قصصٍ مختلفةٍ تبدوا أسبابها متكررةً للمتفرجِ ولكنَ الكاتبةَ تصدمهُ بأنَ المجرمَ الحقيقيَ هوَ المتفرجُ نفسهُ كعضوٍ في المجتمعِ الذي يضغطُ على المرأةِ ليتحولَ المشاهدَ منْ متفرجٍ إلى متهمِ حقيقةٍ يقبعُ خلفَ قضبانِ السجنِ في آخرٍ المسرحيةِ ، فهو العريس البخيل وهو الاب المغتصب و هو الشباب الذي يستغل جسد الفتاة باسم الحب