مقال

ختام الأعمال الصالحة كلها

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ختام الأعمال الصالحة كلها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 12 إبريل 2024

الحمد لله العلي الأعلى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفق العباد للهدى، فمنهم من ضلّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما أحد أصبر علي أذي سمعه منه يدعون له الولد ثم يعافيهم ويرزقهم، آمنا به، وعليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنؤهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان، على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق.

وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن الإستغفار هو ختام الأعمال الصالحة كلها، فتختم به الصلاة، والحج، وقيام الليل، وتختم به المجالس، فإن كانت مجالس ذكر كان كالطابع عليها، وإن كانت مجالس لهو كانت كفارة لها كان كفارة لما حصل فيها وكذلك كان ينبغي أن يختم صيام رمضان بالاستغفار، فقيل كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالإستغفار والصدقة وهى صدقة الفطر فإن صدقة الفطر طهرا للصائم من اللغو والرفث، والإستغفار يرفع ما حصل من الخروق في الصيام باللغو والرفث، وقال بعض أهل العلم “إن صدقة الفطر للصائم كسجدتى السهو” وقال عمر بن عبد العزيز في كتابه قولوا كما قال أبوكم آدم” قَال تعالى فى سورة الأعراف” ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين”

وقولوا كما قال نبى الله نوح عليه السلام كما جاء فى سورة هود” وإلا تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين” وقولوا كما قال الخليل إبراهيم عليه السلام كما جاء فى سورة الشعراء ” والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين” وقولوا كما قال نبى الله موسى عليه السلام كما جاء فى سورة القصص ” رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى ” وقولوا كما قال نبى الله ذو النون عليه السلام كما جاء فى سورة الأنبياء ” لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين” فإن صيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع، وعمل صالح له شافع، كم تخرق من صيامنا بسهام الكلام ثم نرقعه وقد اتسع الخرق على الراقع، كم نرفو خروقه بمخيط الحسنات ثم نقطعه بحسام السيئات القاطع، فكان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه.

وإذا كان هذا حال المحسنين في عباداتهم، فكيف حال المسيئين؟ وإن أنفع الاستغفار ما قارنته التوبة، والتوبة حل عقدة الإصرار على الذنب، فمن استغفر بلسانه وقلبه عن المعصية زالت، ومن كان عزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد رمضان ويعود فهذا صدقه غير موجود، وباب القبول عنه مسدود، وصومه عليه مردود، يصوم ويقوم ويتابع على المعاصي كيف يكون ذلك؟ فالمهم إذن أيها المسلمون أن نكثر من الاستغفار بعد هذا الشهر، لعل الله تعالى أن يتجاوز عنا إسرافنا وتفريطنا، وما حصل منا من المعاصي والسيئات في ذلك الشهر الذي تعظم فيه السيئة لفضله وشرفه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى