مقال

الدكروري يكتب عن التعامل مع الأمور المحرجة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التعامل مع الأمور المحرجة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 15 إبريل 2024

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضاه، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة يوم نلقاه، يوم يبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور، وأَشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، كيف نتعامل مع الأمور المحرجة؟ التي تحرجنا أو تحرج غيرنا وربما كان هذا الأمر قاسما مشتركا، فمثلا صاحب العاهة كالأعور والأعرج، ومقطوع اليد، ومقطوع الإصبع والمجذوم، وما شاكل ذلك من الأمراض، هذه قضايا تسبب للإنسان نوعا من أنواع النقص والعيب عندهم، ولذلك نهى النبى صلى الله عليه وسلم أن يدام النظر إلى صاحب العاهة فقال “لا تديموا النظر إلى المجذومين”

وهكذا أصحاب العاهات إنسان أعور مثلا لا تديم النظر إلى عينه العوراء، ولا تديم النظر إلى يده المقطوعة وإلى رجله المشلولة، السبب في هذا ألا تحزنه وألا تشعره بالدون، وألا تجرح مشاعره، هذا الإنسان يكفي أن النبي عليه الصلاة والسلام علمنا ذلك الأدب أن يقول “الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء” يكفي هذا، وهذا الذكر ما ينبغي لأحد أن يرفع صوته به ليزيد جرحا إلى جرحه، فإدامة النظر إليه جرح، وهذا الذكر إن جهرت به فجرح آخر، ولهذا تقول هذا الذكر شكرا لله عز وجل بقلبك، ولا تديم النظر إليه إطلاقا، بل أشعره بالثقة في نفسه، أو أشعره بأنه عظيم، فكم من العظماء من كان صاحب عاهة أشعره بأنه يمكن أن يفعل شيئا، وأنه عضو نافع عضو فاعل في هذا المجتمع.

فهذا هو ابن أم مكتوم قام بأعماله وبإدارة المدينة بعد النبي عليه الصلاة والسلام وهو رجل أعمى، وقام بالإمامة في المسجد وهكذا، فإن أصحاب العاهات لا بد أن يكون لهم دور في المجتمع، لا أن يُهمّشوا ويصبحوا عالة أو يصبحوا متسولين أو ما شاكل ذلك، كلا بل الأعمى يمكن أن يعمل ويمكن أن يكون عضوا نافعا وبناء في المجتمع، واعلموا يرحمكم الله إن الله سبحانه وتعالى يمنّ على عباده بكثرة عطاءه، ولطفه ورحمته بهم، كما يمنّ على عباده بالكثير من النعم ويفضل بها البعض عن الآخر فمنهم من يفضله بالعلم أو بالعبادة أو بالمال أو بالأهل أو بالقوت وغيرها من النعم التي تقتضي الشكر والمحبة، وإن من الأسباب التي ينال بها المسلم شرف حب الله تعالى، هو الإكثار من التوبة والحفاظ على الطهارة، والتواضع للمؤمنين والصالحين ومحبتهم.

ومحبة الأعمال القولية والفعلية والقلبية التي يحبها الله سبحانه وتعالى، ومحبة مَن يحبهم الله عز وجل، كحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسائر أنبياءه، والصحابة والصالحين والشهداء وغيرهم مما يعتبر حبهم سبب وأثر لمحبة الله تعالى، وكذلك أيضا الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى بحيث يبقى القلب دائم الانشغال به ومعرضا عن كل ما سواه، وكان من دعاء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها ” وفقنا الله وإياك لكل خير، وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى