مقال

أحاديث لم تصح عن رسول الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أحاديث لم تصح عن رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد لقد أخبر العلماء بأن هناك أحاديث لم تصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن هذه الأقاويل هو حديث ” من صام التاسع والعاشر من محرّم كمن تعبّد عامين, ومن أبلغ الناس بها كمن تعبّد ثمانين عاما” وإن الدرجة لهذا الحديث أنه لا وجود له في كتب السّنة، وقيل فى حديث ” سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا في حالة حرب، قالت له متى ستنتهي هذه الحرب؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم” عندما يمتلئ الوعاء بـ”حسبنا الله ونعم الوكيل” وأن الدرجة لهذا الحديث لا يصح، وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله القول في هذه المسألة.

وهى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر حكم من كذب على الرسول صلى الله عليه وسلم مشافهة، وحكم من كذب عليه في الرواية، وحكم من روى حديثا يعلم أنه كذب، ومال رحمه الله إلى القول بكفر من كذب عليه صلى الله عليه وسلم، مشافهة، وقال في كتاب “الصارم المسلول على شاتم الرسول” صلى الله عليه وسلم، بعد ذكر حديث بريدة ولفظه ” كان حي من بني ليث من المدينة على ميلين وكان رجل قد خطب منهم في الجاهلية فلم يزوجوه فأتاهم وعليه حلة فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كساني هذه الحلة وأمرني أن أحكم في أموالكم ودمائكم، ثم انطلق فنزل على تلك المرأة التي كان يحبها، فأرسل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال”كذب عدو الله ” ثم أرسل رجلا فقال” إن وجدته حيا وما أراك تجده حيا فاضرب عنقه وإن وجدته ميتا فأحرقه بالنار”

قال فذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كذب علي متعمدا” وقال شيخ الإسلام هذا إسناد صحيح على شرط الصحيح لا نعلم له علة، ثم قال وللناس في هذا الحديث قولان، أحدهما الأخذ بظاهره في قتل من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هؤلاء من قال يكفر بذلك، قاله جماعة منهم أن مبتدعة الإسلام والكذابون والواضعون للحديث أشد من الملحدين لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل فهم كأهل بلد سعوا في فساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين من خارج، فالدخلاء يفتحون الحصن، فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له، ووجه هذا القول أن الكذب عليه كذب على الله تعالى، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم” إن كذبا علي ليس ككذب على أحدكم” فإن ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أمر الله به.

يجب اتباعه كوجوب اتباع أمر الله عز وجل، وما أخبر به صلى الله عليه وسلم، وجب تصديقه كما يجب تصديق ما أخبر الله به، ومن كذبه في خبره أو امتنع من التزام أمره صلى الله عليه وسلم، فهو كمن كذب خبر الله وامتنع من التزام أمره، ومعلوم أن من كذب على الله بأن زعم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو نبيه أو أخبر عن الله خبرا كذب فيه كمسيلمة والعنسي ونحوهما من المتنبئين فإنه كافر حلال الدم، فكذلك من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضا حديث “هناك سبعة أنواع للنوم، وهم نوم الغافلين وهم ينامون في مجلس فيه ذكر الله وأهل بيته الكرام، ونوم الأشقياء، وهم ينامون وقت الصلاة، ونوم الملعونين، فهم ينامون عند صلاة الصبح، وفي إحدى الروايات ” من فاتته ليالي الصبح ثلاثة أيام حُشر مع المنافقين”

ونوم المعذبين، فهم ينامون بين الطلوعين يعني أذان الصبح وطلوع الشمس، والمقصود أن الشخص سيعذب العذاب الفعلي لأن في هذا الوقت تتوزع الأرزاق والبركة يوميا على البشر وهو وقت استجابة الدعاء ونوم الراحة، وهو الذي يُريح الإنسان وأي رؤيا يراها تكون حتما صادقة والنوم المرخوص، وهو النوم بعد العشائين، أي لا بأس به ونوم الحسرة، وهو النوم ليلة الجمعة، ففي إحيائها الخير الكثير لأنها الليلة التي ينظر بها الله إلى عبده فحتى السلام على الإمام الحسين في هذه الليلة يكون خاصا حيث يسلم مع سبعة آلاف ملك” فإن الدرجة لهذا الحديث هو كذب، وأنه ليس بحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى