مقال

الصدقة وتأثيرها العجيب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصدقة وتأثيرها العجيب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد إن الصدقة والدعاء، والتوبة والاستغفار، والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب والرجوع إلي الله فهذه هي الأدوية التي جربتها الأمم على إختلاف أديانها ومللها فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه.

وقد جرّبنا نحن وغيرنا من هذا أمورا كثيرة ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية، وخاصة لقد تواترت الأخبار في بطون التاريخ بطرائف وتجارب مدهشة، عن الصدقة وتأثيرها العجيب في دفع النقم والبلاء، وجلب شفاء القلوب والأبدان والعافية، وكل من أكثر من الصدقة بنية الوقاية من كورونا أو إزالة الضراء وذهاب الهموم والغموم وإنه يجد ذلك يقينا بينا، فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه، وهذا العلاج الروحي يحتاج إليه كل مريض وصحيح، لأنه أبلغ في النفع من العلاج الحسي، يستشفى به المريض.

ويقى الصحيح من المكروه، ولكن الجمع بين العلاجين الروحي والحسي أقوى في العلاج للمريض، فالصدقة تدفع عن الناس الخوف والبلايا، لأن الصدقة سلاح فعال يتسلح به في معترك الحياة والمواطن العظام، وتحمى الناس من المصائب، والشدائد، وترفع عنهم البلايا والآفات، وتعيد العافية والصحة بعون الله تعالى، ولقد فزع الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لخسوف الشمس، فأرشدهم عليه الصلاة والسلام إلى الدعاء والصدقة فقال” فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا” وهو دليل على استحباب الصدقة عند المخاوف لاستدفاع البلاء المحذور، وقال شيخ الإسلام الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه لكن يخففه ويضعفه.

ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه ” باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة” وإن من طبيعة الصدقة أنها تداوى جميع الأمراض وتعالجها وتذهبها، كما دلت على ذلك التجارب القديمة والحديثة، ولكن يحصل ذلك بحسب استعداد النـفس، ومدى قوة إيمانها وتصديقها، وأما عن حديث ” داووا مرضاكم بالصدقة” فهو ضعيف المبنى وصحيح المعنى، ولذا قال ابن مفلح بعد أن أعل هذا الحديث وجماعة من أصحابنا وغيرهم يفعلون هذا، وهو حسن، ومعناه صحيح، وفقنا الله وإياك لكل خير، وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى