مقال

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع أبو الهيثم بن التيهان الأنصارى، وهو أحد الستة الذين قبلوا الدعوة للإسلام من النبي صلى الله عليه وسلم، في مكة حين كان يدعو القبائل للإسلام في موسم الحج، فكان أبو الهيثم مالك بن التيهان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد النقباء وقيل أنه أول من أسلم من الأنصار واتفق أنه من السابقين إلى الإسلام فكان يكره عبادة الأصنام ويأنفها منذ طفولته وكان موحدا في الجاهلية، وهو أبو الهيثم مالك بن التيهان بن مالك بن عتيك بن عمرو الأوسي الأنصارى، وكان أبو الهيثم بن التيهان في الجاهلية ممن يكسرون الأصنام، وكان يؤمن هو وأسعد بن زرارة بالتوحيد، لذا، عندما عرض عليه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الإسلام في مكة في موسم الحج.

 

وكان واحدا من الستة أو الثمانية، من أهل يثرب الذين آمنوا به وعادوا إلى بلدهم ونشروها، وجاؤوه في العام التالي اثني عشرة رجلا وبايعوه بيعة العقبة الأولى، فهو أحد نقباء الأنصار الإثني عشر، وقيل أنه أول من بايع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يومها، وكما شهد بيعة العقبة الثانية، فأبو الهيثم مالك بن التيهان الأوسي الأنصاري، اختير أحد النقباء الاثني عشر ليكونوا على قومهم بعد البيعة، وقيل أنه أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيعة، وكانت له مداخلة عرضها على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال ” يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال، وهو يعني اليهود، حبالا وإنا قاطعوها.

 

فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال ” بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنتم مني وأنا منكم، أسالم من سالمتم، وأحارب من حاربتم ” وبعد الهجرة آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين أبي الهيثم وعثمان بن مظعون، وقد شهد أبو الهيثم بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عفيفا تقيا وكان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كان أبوالهيثم من الصحابة الذين انحازوا إلى الإمام علي رضى الله عنه، وتشيعوا له بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أعلام الصحابة الأنصار الذين دعوا إلى مبايعة أمير المؤمنين على بن أبى طالب.

 

بعد مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان، فحث الناس على بيعته هو والحجاج بن عمرو ورفاعة بن رافع وخزيمة بن ثابت وأبو أيوب الأنصاري، فأطاعهم المصريون والكوفيون والأنصار، وكما شهد مع الإمام علي رضى الله عنه، معركتي الجمل وصفين، وقيل أنه في موقعة صفين استشهد رحمه الله مع أخيه عبيد، على الأشهر بين المؤرخين، وكان أبو الهيثم رضى الله عنه في معركة الجمل، فقد روى ابن أبي الحديد المعتزلي شعرا لأبي الهيثم قاله في معركة الجمل قل للزبير وقل لطلحة أننا نحن الذين شعارنا الأنصار نحن الذين رأت قريش فعلنا يوم القليب أولئك الكفار كنا شعار نبينا ودثاره يفديه منا الروح والأبصار .

 

إن الوصي إمامنا وولينا برح الخفاء وباحت الأسرار وأما عن تأبين الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه لأبو الهيثم بعد صفين فقد خطب الإمام علي عليه السلام بالكوفة وهو قائم على حجارة نصبها له ابن أخته جعدة بن هبيرة المخزومي، وعليه مدرعة من صوف، وحمائل سيفه ليف، وفي رجليه نعلان من ليف، فقال رضى الله عنه، في جملة ما قال ” ألا إنه أدبر من الدنيا ما كان مقبلا، وأقبل منها ما كان مدبرا، وأزمع الترحال عباد الله الأخيار، وباعوا قليلا من الدنيا لا يبقى، بكثير من الآخرة لا يفنى، ما ضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم وهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص، ويشربون الرّنق؟ قد والله لقوا الله فوفّاهم أجورهم وأحلهم دار الأمن بعد خوفهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى