مقال

توجيهات لتكوين الأسرة المسلمة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن توجيهات لتكوين الأسرة المسلمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 4 مايو 2024
الحمد لله المحمود على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل الضلال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله جبله ربه على جميل الفعال وكريم الخصال، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد لقد وضع الإسلام عدة توجيهات لتكوين الأسرة المسلمة وهو أن يحسن كل واحد منهما اختيار الآخر، فيجب أن نبحث عن الدين، فهو المعيار الأهم، ويفهم هذا المعيار من زاويتين، فالزاوية الأولى وهي الإسلام فتقدم المسلمة على الكتابية رغم جواز الزواج من الكتابيات، فالأولى هو الزواج من المسلمة لما لذلك من دواعي استمرار الحياة الزوجية حيث الدين الواحد والعادات المتقاربة المكتسبة من الدين، ويفهم هذا من قوله تعالى كما جاء فى سورة البقرة.

” ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم” وقد يقول قائل إن هذه الآية في المشركات وليس في الكتابيات، وهذا صحيح ولكن أهل الكتاب قد دخل الشرك في عقائدهم، وقد أباحت الآية الزواج من أهل الكتاب على خلاف القياس، فينبغي عدم التوسع في الزواج منهن، انسجاما مع مجموع النصوص الداعية إلى مراعاة عنصر الدين في اختيار الزوجة، كما أن عقائد أهل الكتاب لا تخلو من الشرك، وأما عن الزاوية الثانية وهي الدين ويقصد به هنا التدين أي التقرب إلى الله بالتزام أوامره واجتناب نواهيه، حيث قال الله تعالى في وصف الزوجة الصالحة كما جاء في سورة النساء ” فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله” فالآية تشير إلى عنصر الصلاح عند المرأة وما يؤديه ذلك من محافظتها على حق زوجها وماله وعرضه الذي هو عرضها، وهنا ما يجب الإنتباه إليه في هذه الآية.

وهو أن الله تعالى قد حفظ الزوجات من الوقوع في الحرام، وهي فطرة الله تعالى في النساء، فالمرأة بطبيعتها ليست كالرجل إذ أن طبيعته الإندفاع أما المرأة فطبيعها الإحتجاز، وهذه الطبيعة في المرأة لا تفارقها إلا إذا فقدت عنصر الحياء وهو علامة الإيمان الظاهرة، الآية واضحة الدلالة في ذلك فإن كانت صالحة قانتة فهي حافظة لحق زوجها بسبب حفظ الله لها من الوقوع في الحرام، وقد أشار الحديث الشريف إلى ما يدعو لنكاح المرأة بشكل عام فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك” وفي الحديث تأكيد على ضرورة اعتبار عنصر الدين في اختيار الزوجة، حيث يغفل عنه الناس عادة لإنشغال النفس بمراعاة الدواعي الأخرى، وإذا كان اختيار الزوجة الصالحة من أهم عناصر ديمومة الحياة الزوجية.

فإن اختيار المرأة للرجل الصالح أكثر أهمية لما يترتب على سوء اختيار الرجل من معاناة للمرأة وهضم لحقوقها، ونفهم هذا من قوله تعالى كما جاء في سورة البقرة ” ولا تنكحوا المشركين حتي يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون” وفي هذه الآية بيان أن التفاضل يكون في الإسلام أولا، والآية التالية تبين أن التفاضل بين المسلمين يكون بالقرب من الله والتقوى حيث قال تعالى فى سورة الحجرات ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى