مقال

فكل التحية لأحمد حلمى الذى وضع هذا الارهاب تحت قدميه.

فكل التحية لأحمد حلمى الذى وضع هذا الارهاب تحت قدميه.

 

فهيم سيداروس

 

وتحية لمنى ذكى لانها عرت مجتمع الخائفين امام انفسهم

 

أحمد حلمى ليس ديوثا لكن الديوث فعلا هو من يهمل زوجته وكأنها قطعة أثاث بالمنزل ويمارس نزواته فى الشوارع وشقق المتعة فتضطر زوجته أن تبحث على أية منفذ تفرغ من خلاله شحنة الكبت العاطفى والنفسي التى خلقها زوجها الذى يرفض الآن ما قدمته منى ذكى لانها واجهته بالحقيقة لكن هو يرفض الحقيقة

 

– الديوث هو من يعتبر المرأة متاعا يمتلكها ويقهرها ويتزوج عليها، أو يطلقها، أو يعالجها، أو لا يعالجها، أو يهملها، أو يراعيها حسب الحاجة، أو حسب مزاجه فيشعرها بالألم المعنوى الذى لا يشعر به ولا يعرفه.

 

– الديوث هو من لم ينتفض لتعرية سيدة مسنة فى عمر أمه لما وجدها لا تنتمى لدينه.

 

– الديوث هو من يبرر لمحفظ قرآن إغتصب طفلة لمدة عام

 

الديوث من يبرر لشيخه على ونيس الذى قبض عليه متلبسا فى سيارته وعلى حجره فتاة جامعية فقيرة قام بإستغلال فقرها، وإذلها، وأهان كرامتها، وآدميتها فأعطاها المال مقابل ممارسة دناءته، وحقارته ثم يرفض ويسخط ويثور ضد فيلم يواجه حقيقته.

 

-الديوث هو من يبرر لاب اغتصب بنته كما فى واقعة الأب من أسيوط ويطلب عدم النشر بدافع الستر ثم يرفض مشهدا لأب يصادق إبنته وتصارحه بما تفعله من صواب، أو خطأ فيوجهها لتتحمل تبعات كل تصرف تفعله دون أن يعنفها، أو يقتلها

 

– الديوث هو من لا يثور ضد جريمة الرجل الذىأرسل شخصا يغتصب زوجته ليصورها ويتهمها فى شرفها فيقتلها المغتصب.

 

– الديوث من لا يثور ضد السلوكيات التى جعلت أخ يشعل نار فى شقيقته بسبب الميراث

 

– الديوث هو من لم يثور ضد سلوكيات مجتمع يدفع شبابه أن ينتحر فجعلت فتيات فى مقتبل الحياة ينتحرن بيدهن خوفا من أهاليهن بسبب أبتزاز شباب وقح لهن

 

– الديوث هو المجتمع الذى فيه يجتمع الناس حول رجل يضرب إمرأة بل يؤيدوه فإن ضربها تهذيب لها

 

– مجتمع الديوثين هو من فيه سيدة منفصلة تسكن فى عمارة وحدها فيراودها صاحب تلك العمارة ولما ترفضه يروج أمام الجيران أنها زانية فيتجمعوا لطردها، أو رميها من شقتها كما حدث مع ممرضة دار السلام.

 

– الديوث هو مجتمع يساعد رجلا في ضرب إبنه الشاب فى الشارع بعصا حديدية فيتجمع الناس فيخبرهم الوالد أن إبنه ألحد فيضربونه مع والده وينصحون والده بحبسه وبمنعه من الموبيل ومن النزول للشارع ،

 

_ الديوث يظهرون ويجتمعون إثناء بناء كنيسة فى المنيا فيجتمع السلفيون لمنع بنائها.

 

_ الديوث مجتمع يساعدوا سيدة تحاول دهس إبنتها بسيارتها لأنها لم تتحجب وهى بالمرحلة الثانوية فيلتف الناس ثم يشجعون الأم على ضربها.

 

_ الديوث في سفاله حارس حديقه الحيوان مع شاب جالس مع فتاة

أمام الجميع فيأتى حارس الحديقة يسأله عن قرابتهما فيقول له أنها زميلته بالجامعة فينهال الناس عليه ضربا ويسلمون البنت لأهلها كأنها كانت بشقة دعارة ليرتاح حراس الفضيلة.

 

الديوث في رجل يقتل بسكين فى عز النهار كما حدث فى الإسماعيلية وقاتله يجول بالرأس المقطوع بالشارع فلا يتدخل أحد كأن الناس لا ترى أو أن المشهد أصبح مألوفا !

 

ثم إن مصطلح ديوث بعد أن حرفوا معناه من موافقة الرجل على عمل زوجته بالدعارة أو سكوته عن علاقة زوجته بآخر بعلمه، فجعلوا منه مصطلح عنصري حاقد تحريضى للرجل على كبت زوجته وبناته وأخواته بل وأمه وأى إمرأه من حوله ودفعه لمراقبتهن، والتطفل عليهن فقد خلق مجتمع الفضيلة الكاذبة ذلك المصطلح الإرهابي للاعتداء تماما على خصوصية المرأة وحريتها، ثم لضمان خضوع الرجل لهذا الإبتزاز فإنهم يطلقون على أى رجل يعامل المرأة بندية وإحترام مصطلح ديوث.

 

وترجمتها عند العامة رجل ( حرمة أو متنسون ) كذلك خلقت المصطلحات الترهيبية للأنثى كمتبرجة وسافرة فهى مصطلحات دينية تخويفية تطلق على من ترفض الانصياع لرقابة المجتمع المتدين ظاهريا وكتصنيفا أخلاقيا لها وهى مصطلحات تحمل إتهاما مخفيا بالتعري والتعهر ولترسيخ تلك المفاهيم الذكورية السلفية يشبهون المرأة الناجحة بقولهم إمرأة بألف رجل لمحو وطمس هويتها وإعتزازها بأنوثتها وربط عفتها بالإطار الذى يريدونها فيه.

 

خطوة نحو التعافى

 

بغض النظر عن النقل من فيلم أجنبى الا ان صدمة البعض فى الألفاظ والأفكار لا تعنى انها غير موجودة فى مجتمعنا المتظاهر بالتماسك والفضيلة الكاذبة.

 

عدم معرفة البعض، ويبدو أنها الاغلبية ومنهم من يدعى الثقافة والتنوير بما يدور فى السر داخل الأسر والبيوت المستترة وراء أبوابها لا يعنى ان ما ذكر فى الفيلم غير موجود، وإن كنت أراه أنه تناول بعض مما يحدث فى الحقيقة.

 

إنكار البعض ومحاولة دفن أمراض المجتمع السرية وعدم تناولها بحجة الحفاظ على القيم وفضائل الأسرة يشبه المريض المتظاهر بالصحة وهو يعانى سكرات الموت واقتراب أجله .

 

انشغال المجتمع، والعبد لله واحد منهم، بقضية فيلم كان من الممكن ان لا يعرف عنه أحد شئ يدل على اننا نعانى من ضيق الأفق ولا نريد ان نتطور وننظر للأمور بصراحة ومصداقية وتجرد من المشاعر التى تجعلنا مصابين بالتعصب فنحكم على ما لا يخصه بكل ماهو من الموبقات ويستعذب أخطاءه وخطاياه.

 

نحتاج للإتساع والمرونة فى الفكر

نحتاج قبول أخطائنا

نحتاج الإقرار بأمراضنا

حتى نستطيع الخطو نحو التعافى

المجتمع الذي تهتز قيمه بسبب عمل فني يحتاج لترسيخ وتأصيل وتأصيلها حتي لا ترتعد مفاصله من أفكار يرزخ تحت حملها العديد من أفراده

 

اصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانا

 

القاهرة في ٢٤ يناير ٢٠٢٢

 

تابعت نقابة المهن التمثيلية نقيبا واعضاء، بكل دقة ، كافة ردود الأفعال التي ظهرت في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي ، وبعض الآراء من شخصيات سياسية ( منفردة او ممثلة لأحزابها ) والتي جميعها دارت حول العمل الفني فيلم

”أصحاب ولا أعز ”والذي شاركت في بطولته الفنانة المصرية مني ذكي عضو النقابة

ونتيجة لهذه المتابعة تؤكد النقابة علي ثوابت أساسية أهمها :

أولا – أن الحفاظ علي حرية الإبداع في دولة مدنية تؤمن بالحرية جزء أساسي من وجدان الفنانين المصريين تحميه النقابة وتدافع عنه

ثانيا- أن النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام اي اعتداء لفظي او محاولة ترهيب معنويه لأي فنان مصري او النيل منه نتيجة عمل فني ساهم فيه مع مؤلفه ومخرجه ، وستقوم النقابة بدعم الفنانة مني ذكي حال محاولة البعض اتخاذ اي اجراء من أي نوع كان تجاه الفنانة عضو النقابة .

ثالثا : النقابة وهي تحرص علي القيم الاصيلة للمجتمع المصري تؤكد على أن دور الفنون والقوى الناعمة أن تعالج القضايا الشائكة وأن تدق ناقوس الخطر علي ظواهر كثيرة قد تتسرب لمجتمعنا ويجب أن يتصدى لها فنانو مصر ومبدعوها بأعمالهم والتي تكشف كثيرا منها وتعطي رسالة لتنبيه الجميع ، وهذا هو دور الفن في عمومه ودور فنون التمثيل خصوصا

 

هذا وتهيب النقابة بالجميع بعدم التعرض لأشخاص أعضائها من الفنانين لمجرد مشاركتهم في عمل قد يتفق البعض او يختلف عليه

 

عاشت مصر المستنيرة

 

نقيب المهن التمثيلية

د/ أشرف ذكي

 

بيان محترم من نقيب قوى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى