مقال

الأضحية عبادة لله عز وجل

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الأضحية عبادة لله عز وجل
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم، لك الحمد ربي من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير تبدي صنع خافيه إليك يا رب كل الكون خاشعة ترجو نوالك فيضا من يدانيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، لقد حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على ذبح الأضحية وعدم تركها للقادر عليها، وقد ضحّى النبي صلى الله عليه وسلم واختار أفضل الأضاحي تقربا إلى الله تعالى.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين، أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صفاحهما”رواه البخاري، ولذا فإن ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها لأن الذبح وإراقة الدم تقربا لله تعالى عبادة مشتملة على تعظيم الله تعالى، وإظهار شعائر دينه، وإخراج القيمة تعطيل لذلك، وكما أن ذبح الأضحية وعدم التصدق بثمنها هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعمل المسلمين، ولم ينقل أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدق بثمنها، ولا أحد من أصحابه رضي الله عليهم، وهذا ما فهمه علماء الأمة، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله “والأضحية، والعقيقة، والهدي، أفضل من الصدقة بثمن ذلك” وإن الأضحية عبادة لله تعالى لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى، وأن تكون على سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإذا لم تكن خالصة وعلى هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام فهي غير مقبولة بل مردودة، ولا تكون الأضحية على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا باجتماع شروطها، وانتفاء موانعها، ومن أهم شروط الأضحية أن تكون الضحية ملكا للمضحّي ملكها بطريق حلال، فلا تصح الأضحية بمغصوب، أو مسروق، أو مملوك بعقد فاسد، أو ما كان ثمنه خبيثا محرما كالربا وغيره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا” رواه مسلم، وينبغي للمسلم أن يختار الأضحية التي تجتمع فيها الصفات المستحبة لأن ذلك من تعظيم شعائر الله، وتعظيم البدن من تعظيم شعائر الله، وعن مجاهد في قوله تعالى “ومن يعظم شعائر الله” قال استعظام البدن استحسانها، واستسمانها” وكلما زاد ثمن الأضحية صارت أفضل.

وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل أي الرقاب أفضل؟ فقال “أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها” رواه البخارى، ومنها أن تكون الأضحية من الجنس الذي عيّنه الشارع وهو الإبل، والبقر، والغنم ضأنها ومعزها، وهي بهيمة الأنعام فقط، فقال تعالى “ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى