مقال

يوم المغفرة والتجاوز 

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن يوم المغفرة والتجاوز 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لاند له ولا شبيه ولا كفء ولا مثل ولانظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحة للعالمين وحجة على العباد أجمعين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ما ذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار فهو صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام فصلوات الله وسلامه عليه وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين ثم اما بعد إن يوم عرفة من الأيام الفاضلة والعظيمة، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، وهو يوم عيد لأهل الموقف.

 

ويستحب صيامه لأهل الأمصار، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على هذه الأمة، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولهذا جعله الله تعالى خاتمة الأديان، لا يقبل من أحد دينا سواه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء” رواه مسلم، وقال ابن عبد البر وهذا يدل على أنهم مغفور لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران والله أعلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله “إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا” رواه أحمد، فهذه الأحاديث تدل على فضل يوم عرفة وأنه من الأيام الفاضلة التي تجاب فيها الدعوات وتقال العثرات، فعلى المسلم أن يحرص على العمل الصالح.

 

لا سيما في هذا اليوم العظيم من ذكر ودعاء وقراءة وصلاة وصدقة، لعله أن يحظى من الله تعالى بالمغفرة والعتق من النار، فقد ذكر ابن رجب رحمه الله في اللطائف أن العتق من النار عام لجميع المسلمين، وعلى المسلم أن يحرص على صيام يوم عرفة، فقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم بمزيد عناية، حيث خصه من بين أيام العشر، وبيّن ما رُتب على صيامه من الفضل العظيم، فقد ورد عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله سُئل عن صوم يوم عرفة فقال “يكفر السنة الماضية والسنة القابلة” رواه مسلم، وهذا إنما يستحب لغير الحاج، وأما الحاج فلا يسن له صيام هذا اليوم، وفطره أفضل تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وقف بعرفة مفطرا، فعن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها أن ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة في رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

 

فقال بعضهم هو صائم، وقال بعضهم ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح من لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشربه” رواه البخاري ومسلم، ولأن المفطر أقوى على الدعاء من الصائم لا سيما في شدة الحر، وللدعاء يوم عرفة مزية على غيره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال “خير الدعاءِ دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” رواه مالك والترمذى، وقال ابن عبد البر وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره، وفي الحديث أيضا دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وفيه أيضا أن أفضل الذكر لا إله إلا الله، فإعلم أن لهذه الأيام المباركة فضائل ليست لغيرها من سائر الأيام حيث فضلها رب الأنام ونبينا الهمام صلى الله عليه وسلم وهاك بيانها من محكم القران ومن سنة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى