مقال

نفحات إسلامية ومع الخلافة الراشدة ” الجزء السابع عشر “

نفحات إسلامية ومع الخلافة الراشدة ” الجزء السابع عشر ”

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع عشر مع الخلافة الراشدة، وقد توقفنا عند، ومن كبرى المعارك التي خاضتها الجيوش التي حشدها عمر بن الخطاب هى معركة القادسية فى العام الخامس عشر من الهجرة، وفتح المدائن عاصمة الدولة الساسانية فى العام السادس عشر من الهجرة، وأخيرا معركة نهاوند المعروفة باسم فتح الفتوح فى العام الواحد والعشرون من الهجرة، وكان النصر فيها جميعا من نصيب المسلمين، وبعد نهاوند لم تقم للفرس قائمة، فتوالت فتوحات فارس حتى وقعت بالكامل في أيدي المسلمين، وفي شهر ذي الحجة فى العام الثالث والعشرون من الهجرة، توجَّه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأداء الحج في مكة، حيث كان ذلك آخر حج له، وبعد عودته من الحج.

 

إلى المدينة المنورة بفترة قصيرة، وبينما كان يؤم المسلمين في صلاة الفجر، طعنه رجل فارسي يُدعى أبو لؤلؤة، فحمل إلى منزله وهو ينزف، وتوفي الخليفة عمر بن الخطاب بعد ذلك بثلاثة أيام عن عمر خمسة وستون عاما، وبعد خلافة دامت عشر سنوات، ودفن في أول شهر محرم فى العام الرابع والعشرين من الهجرة، وعندما كان عمر بن الخطاب يحتضر لم يرغب بأن يولى على المسلمين بعده أحدا بعينه، فقد قال أن أعهد فقد عهد من هو خير مني، وإن لم أعهد فلم يعهد من هو خير مني، ويقصد أبا بكر الصديق رضى الله عنهم أجمعين، الذي عهد به، والرسول صلى الله عليه وسلم الذي رفض أن يعهد لأحد، رغم ذلك، فقد اختار عمر بن الخطاب ستة من كبار الصحابة.

 

وطلب منهم أن ينتخبوا خليفة من بينهم، دون أن يرشح لهم أحدا بعينه، وكان هؤلاء عثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف، وأمهلهم ثلاثة أيام بعد وفاته لكي يختاروا الخليفة الجديد، ولكي لا يعتقد أحد أن عمر أراد ترشيح شخص معين من الستة، فقد أمر بأن يؤم الناس في الصلاة صهيب الرومي، وقد جلس الصحابة الذين عينهم عمر يتشاورون، وعند بدء المشاورة قرر عبد الرحمن بن عوف النأي بنفسه عن الترشح ليشرف على العملية، فأخذ يخلو بكل واحد من الباقين ليسأله من يرشح من زملائه للخلافة، ورشح علي وسعد عثمان، بينما رشح عثمان والزبير علي، وأما طلحة فقد غاب، ولم يشأ عبد الرحمن أن يحسم الأمر بنفسه.

 

فأخذ يسأل الناس لأيام، حتى وجد أن معظمهم يؤيدون عثمان بن عفان، وكانت بيعته في نهاية ذي الحجة أو مطلع محرم فى العام الرابع والعشرين من الهجرة، وما إن انتشر نبأ وفاة الخليفة عمر بن الخطاب حتى بدأت الأقاليم المفتوحة بنقض العهود التي أبرمتها مع المسلمين، فأمر عثمان بن عفان على الفور بإرسال الجيوش إليها، فقد نقضت العهد معظم أقاليم فارس، فأمر عثمان بن عفان أمير الكوفة الوليد بن عقبة والبصرة عبد الله بن عامر بإعادة فتحها، ونقضت الإسكندرية العهد في عام خمسة وعشرين من الهجرة، فأعاد ضمها عمرو بن العاص أمير مصر، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه قبل وفاته قد منع عمرو بن العاص من التوغل في المغرب أبعد من طرابلس.

 

إلا أن عثمان بن عفان أذن له، فدخل إفريقية وخاض معركة في سبيطلة، وكذلك غزا بلاد النوبة، إلا أنه لم يستولى على أى منهما، بل عاود الانسحاب وقد أذن عثمان كذلك لمعاوية بن أبى سفيان بأن يبني أسطولا بحريا بعد أن كان عمر بن الخطاب قد منعه، ففتح به قبرص وخاض معركة ذات الصواري مع الدولة البيزنطية، وانتصر المسلمون فيها نصرا كبيرا، وقد شهد عهد الخليفة عثمان بن عفان أيضا عدة غزوات ضد البيزنطيين في الشام والأناضول، إضافة إلى غزوات أخرى في القوقاز بأذربيجان وأرمينيا بعد نقضهما العهد، ووصلت الغزوات في المشرق إلى نهر السند وكابل وفرغانة، ومن جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى