مقال

كلمتين .. وهز

كلمتين .. وهز

 

بقلم/خالد فضل

 

لعل عنوان المقال يوحى بما سيُقال … نعم إنه الرقص ياساده مع إحترامي الشديد لأصحاب تلك المهنه .. فالرقص والراقصون أنواع ؛ وعلى كل لون وشكل .. فمن تلك الأنواع .. الرقص على الحبال والحنجله والمرجحه والتسلق والشعبطه وفي أحيان كثيرة الرقص على مشاعر الناس وخاصة البسطاء منهم لا أستثنى أحداً من هذه اللُعبه .. أقصد الرقصه .. والويل كل الويل إن خرجت من رجال دين سواء مسيحي أو إسلامي .. ليتناظروا أمام الشاشات وفي السوشيال ميديا وما أكثر أنواعها لتصل للعامة والدهماء الذين لايملكون الثقافة أو الفكر او المرحلة التعليميه في الأساس التي تجعله يستقبل تلك الحوارات بوعى وفهم يتيح له التوصل لحقائق الأمور حسنها وغثها .

وفي مشاهد أقرب للعبثيه يخرج أحدهما متفاخراً بأن الآخر يتهرب من مناظرته على إعتبار أنه الأقوى وصاحب الحجة الأعلى وأنه المحتكر الوحيد لكل سلع الحقيقة .

علي الجانب الآخر يحاول الثاني إستنفار كل طاقاته وإمكاناته لنصرة نفسه وحفظ ماء وجهه لا لنصرة دينه أو مايعتقده .. والمتلقى والمشاهد البسيط يقع في حيرة شديده فالجميع عبثوا بعقله وتفكيره حتي عصفوا بمشاعره وأزاحوها إلى حيث يريد كارهوا هذه البلاد من فرقة وكراهية وضغائن وتطرف مبالغ فيه ..

فالجميع يرتدي ثوب الفارس المغوار الذي سينصر دينه وعقيدته .. وهو لا يدري أنه يطعن الوطن في شرايين القلب فيحدث به نزيفا لايوقفه طب أو عشب أو كي نيران

إن الأوطان لاتبني بالمناظرات ولا المساجلات ياساده … إنما تبني بالعلم و بالهمم والعقول المستنيره الواعيه المتعلمه لا بالشقاق والنقار والتلاسن .. ولنا في الأخ رشيد – والشيخ عبدالله رشدي .. أسوة سيئة وليست حسنه .. فبالرغم من الإبتسامات والروح العاليه في تقبل الآخر .. إلا أن الكراهيه والغرور الحاصل بينهما ظاهرين وجليين لكل ذي عينين .. والإثنان مازالا لا يجرآن علي تلك المناظرة .. لأننا لو أجلسنا معهم ماركسيا واحدا لوضعهم في مأزق كبير ولن يخرجا إلا مجروحين علي أقل التقديرات .. ولأنهما مازالا يقبعان في فكر العصور الوسطي وأن الحقيقه الغائبة عنهما أن كل مافى الكون نسبى يحتمل كل التأويلات والتكهنات .. وأن الدين وعلاقته بالله إنما يحتاج في المقام الأول والأخير إلي ” إيمان قلبي ” بعيدا عن الشطارة والمهارات العقليه مجتمعة.

من أجل ذلك علينا أن ننظر لمستقبلنا وحياتنا علي أرض هذا الوطن نظرة جامعة غير مانعه تتيح للجميع أن يقدم أعظم مالديه من أفكار وابتكارات عميقه ومفيده للسمو بذلك الوطن الذي يجمعنا كلٌ واحد في قلبه دون تقسيم أو تمييز أو تصنيف .. وألا نكون نحن معاول الهدم والرجعية والصلف والتعنت والإنتصار للذات علي حساب الوطن .. وكفانا رقصاً وحنجله ولنؤدي ماعلينا من واجبات تجاه أوطاننا أقل مايقال عنها في الشرع ” فرض عين “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى