إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان

“إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ”

بقلم/خالد فضل

الزواج – ذلك – الرباط المقدس بين الرجل والمرأة واللذي شرعه الله تعالي بهدف عمران الأرض ونشر دينه وناموسه .

لكن الزواج الآن أصبح مجرد مصالح مشتركة أو شركة مساهمة لا يحمل أية معان للود والألفة والتضحية إلا من رحم ربي

فتجد الرجل يمارس سلطاته اللتي خولها له الشرع في أبشع صوره متمثلة .. في إثبات الذات بصفة مستمرة وتصلب الرأي وكأنه إمتلك الحكمة كلها والعقل كله

والمرأة من جهة أخري – تمثل – دائما دور المقهورة المضطهدة ولاتفتيء تشتكي حالها لطوب الأرض مدعية البطولة والفداء

فالإثنان بارعان في إظهار سوءات الآخر دون النظر إلي ماتخلفه تلك الحالة المتردية بينهما علي الأبناء من جهة وعلي المجتمع من جهة أخري

فالحياة الزوجية لا تمارس هكذا والبيوت لا تدار هكذا – فالحق – سبحانه أعطانا منهج وطريقة التعاطي للزوجين .. إما إمساك بمعروف وإما تسريح بإحسان

والمعروف – هنا يعني العيش الهاديء الآمن في بيت يسوده الحب و التفاهم والتضحية من أجل المجموع وأن يكون هناك نقطة إلتقاء ينطلقا منها لإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف

أما إن تعثرا في مواصلة حياتهما ولا يقدرا أن يواصلا العيش معا – فليفترقا – أيضا بالمعروف وأن تعطي الحقوق دون اللجوء إلي التقاضي واللهث خلف المحامون وزيارة المحاكم من آن لآخر الأمر اللذي يؤثر سلبا علي أبنائهما

فالإبن لديه تجربة أبيه والإبنه لديها تجربة أمها – ويصير – لدينا مجتمع من المعقدين والمفككين إجتماعيا

فبالله عليكم رفقا بأبنائكم وفلذات أكبادكم – فأنتما قطعتما عري علاقتكما وخلفتما ورائكما فشل سيورث من بعدكما وانتما لا تدريا أي قدر مظلم ينتظر أبنائكما وأنتما غارقين في العناد والصلف

فما عليكم إلا أن تتمسكا بشرائع الله وتنفيذها – فهو – سبحانه اعلم بها منكم .. ولكم في رسول الله أسوة حسنه .