مقال

نفحات إيمانية ومع المفهوم الحقيقى للجهاد “جزء 3”

نفحات إيمانية ومع المفهوم الحقيقى للجهاد “جزء 3”

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع المفهوم الحقيقى للجهاد، وقد ذكر ابن ماجه عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “من لقي الله عز وجل، وليس له أثر في سبيل الله لقي الله وفيه ثلمة” وقد فرض الجهاد في السنة الثانية من الهجرة، ونادى به النبى صلى الله عليه وسلم، لنشر العدل والمساواة بين البشر في الحقوق والواجبات بين الغني والفقير الحاكم والمحكوم القوي والضعيف الشريف والوضيع العالم والجاهل الحبر والراهب العابد والزاهد تحت شعار واضح وحديث النبى صلى الله عليه وسلم “يا أيها الناس إن ربكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم ”

 

فلا عنصرية بغيضة ولا طبقية مقيتة، وقد عبر القرآن عن ذلك في سورة المائدة فقال الله عز وجل “يا أيها الذين آمنواكونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون” أي يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كونوا قوامين بالحق، ابتغاء وجه الله تعالى، شهداء بالعدل، ولا يحملنكم بغض قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء، فذلك العدل أقرب لخشية الله تعالى، واحذروا أن تجوروا، وكما يفرض الإسلام على الأغنياء دفع جزء من أموالهم، وهى الزكاة على المسلمين أو الجزية على غير المسلمين، وذلك ليتم توزيعه على فقراء الناس وضعفائهم.

 

وحرم أكل أموال الناس بالباطل من النهب والسلب أو من الربا أو من الغش أو الخداع، وكل هذه التعاليم والمبادئ تتعارض تماما مع مصالح بعض الطغاة والجبابرة الذين استذلوا الناس واستعبدوهم، فأعلنوا عداوتهم للإسلام والمسلمين فكانت وصية للمسلمين من إعداد العدة لمواجهة تلك المخاطر فأمرهم الله عز وجل، بذلك في سورة الأنفال فقال تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ فى سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون” ولما كانت رسالة النبى صلى الله عليه وسلم، للناس كافة فكان لزاما عليه السعي لرفع هذا الظلم عن الناس كافة.

 

ومواجهة هؤلاء الطغاة في أي مكان ومهما كلف الثمن فكان فرض الجهاد على المسلمين لتحقيق مقاصد الدين السامية، ليوصل الإسلام لأهل البلد، التي رفض حكامها على الدعوة إلى الإسلام في بلادهم وأعلنوا الحرب على الإسلام، فكان الجهاد على من حارب الإسلام، لا يهم أن يدخل الناس في دين الإسلام ولكن المهم أن ينعموا بالعدل والأمن تحت حكمه، فقد قال الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظه واعلموا أن الله مع المتقين” وإن الجهاد مراتب، فمنها ما هو واجب على كل مكلف، ومنها هو واجب على الكفاية إذا قام به بعض المكلفين سقط التكليف عن الباقين، ومنها ما هو مستحب، فجهاد النفس وجهاد الشيطان واجبان.

 

على كل مكلف وجهاد المنافقين والكفار وأرباب الظلم والبدع والمنكرات واجبان على الكفاية، وقد يتعين جهاد الكفار باليد على كل قادر في حالات معينة، فقد قال ابن القيم ” إذا عرف هذا فالجهاد أربع مراتب، وهو جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين ” فالجهاد ينقسم إلى قسمين رئيسيين ويتفرع تحتهما أقسامه الأخرى الكثيرة، وهما جهاد فرض كفاية على طبقة وفئة محددة من المسلمين، وجهاد فرض عين على كل مؤمن بالإسلام، وتحت القسم الأول يندرج جهاد الطلب لفتح أراضي جديدة لا تعرف شيء عن الإسلام ويندرج تحته جهاد الدعوة وجهاد التعليم أيضا، ويندرج تحت القسم الثاني كل من جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الدفع…؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى