مقال

نفحات إيمانية ومع عظمة الحديث النبوى الشريف ” جزء 2″

نفحات إيمانية ومع عظمة الحديث النبوى الشريف ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع عظمة الحديث النبوى الشريف، وقد وعد الله بحفظ كتابه من عبث العابثين، وتحريف الغالين، فقال عز وجل ” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” فالقرآن محفوظ من التبديل والتغيير، ولا يزال إلى وقتنا الحاضر محفوظا بسوره وآياته وكلماته وحركاته، كما تلاه جبريل عليه السلام، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما تلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، على صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وأما النعمة الثانية المذكورة في الآية الكريمة، فهي نعمة الحكمة، والمراد بها السنة، فقد وردت السنة في القرآن الكريم بلفظ الحكمة في آيات عديدة، ووردت مقرونة بالكتاب أي بالقرآن.

 

فقال الله سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب ” واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ” وقال تعالى فى سورة البقرة ” ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزيكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ” وقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة البقرة ” كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم أياتنا ويزيكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ” وقال الإمام الشافعي رحمه الله “وذكر الله تعالى منته على خلقه، بتعليمهم الكتاب والحكمة، فلم يجز والله أعلم، أن يقال الحكمة ها هنا إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم” وأيضا من الأدلة كذلك على ورود السنة في القرآن الكريم.

 

هو ما جاء في قوله تعالى فى سوة النحل ” وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ” فقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم” لتبين للناس ما نزل إليهم ” هو دليل على أن هناك تبيانا وشرحا من رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس، وهو زائد على الذكر الذي أنزل وهو القرآن الكريم، وهذا التبيان والشرح من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المقصود بالسنة، وهي متمثلة في أقواله وأفعاله وطريقته صلى الله عليه وسلم، فالسنة هي كل ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم من أحكام، سواء بقوله أو فعله أو تقريره صلى الله عليه وسلم، وإنه من الخطأ أن تفهم السنة بمعنى المستحب فقط، كما يفهمها عامة الناس، يعني إن فعلت أجرت، وإن لم تفعل لم تأثم.

 

والحق والصواب هو أن السنة تشمل الأمر والنهي، منها ما هو واجب تأثم على تركه، ومنها ما هو محرم تأثم على فعله، ومنها ما هو مستحب، وإن السنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد كتاب الله سبحانه وتعالى، وفي الإعراض عنها ضلال وهلاك، كما ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فبعض الناس يظن أن الحلال والحرام في القرآن فقط، فإذا قلت له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو حرم كذا، أو بين كذا، قال لك وهل هذا في القرآن؟ أعطني آية من القرآن تذكر هذا، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن أناسا من أمته سيأتون من بعده، يردون أحاديثه وسنته، ويقتصرون على القرآن.

 

فقد روى الترمذي في سننه بسند صحيح عن أبي رافع أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال “لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه أمر مما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه” وقال في رواية أخرى صلى الله عليه وسلم “ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه” ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم، معقبا على كلام هذا الرجل “وإنما ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله” فردّ سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وتشريعاته ضلال وهلاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى