مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 8″ 

نفحات إيمانية ومع الرسول الكريم فى ذكري مولدة ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثامن مع الرسول الكريم فى ذكري مولدة، فما الذي يرفعك عند الله؟ الخُلق العظيم، وما الذي يعلي قدرك عند الله؟ حُسن الخُلق، وما الذي يدخلك الجنة؟ هو حسن الخلق، وما الذي تسمو به؟ هو حسن الخلق، لأن الله سبحانه وتعالى حينما مدح نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم لم يمدحه إلا بالشيء الذي يرفعه عنده، إنه الخُلق العظيم، قد يؤتى الإنسان قدرات علمية أو خطابية، أو قدرات في إقناع الناس، هذه القدرات إن لم يرافقها خُلق، وسمو، وعفة، وصدق، وأمانة، لا ترفع صاحبها عند الله، وإن هناك شيء آخر يهمس به إلى الدعاة، بأن النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق، وحبيب الحق، سيد ولد آدم، أكرم الخلق على الله، أقربهم إلى الله، أشدّهم لله خشية.

 

ومع كل ذلك يُوحى إليه، نزل عليه القرآن، أيده الله بالمعجزات ومع كل ذلك قال الله له تعالى فى سورة آل عمران “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” فإن الدعوة إلى الله تحتاج إلى خلق حسن كي تملك قلوب الناس، فهذا الذي يُوحى إليه، والمعصوم، وسيد الخلق، وحبيب الحق، المؤيد بالمعجزات، الذي نزل عليه القرآن، فهذا الداعية الذي لا يوحى إليه، وليس معه كرامة، وليس مؤيدا، وليس معصوما، لو كان فظا غليظ القلب لانفض الناس عنه من باب أولى، سيد الخلق ينفض الناس عنه لو كان فظا غليظ القلب فكيف برجل من عامة المؤمنين؟ فالدعوة إلى الله لا يصلحها القسوة، ولا الشدة، ولا الاستعلاء، ولا الكِبر، ولكن الدعوة إلى الله تحتاج إلى خُلق حسن.

 

كي تملك قلوب الناس، لأن الأقوياء يملكون الرقاب، أما المؤمنون فيملكون القلوب، وشتان بين من يملك رقبة وبين من يملك قلبا، فإن سلاح الداعية إلى الله أخلاقه الحميدة، وتواضعه، وإيناسه، وأمانته، وصدقه، ويعتبر التواصل بين الأفراد في النسيج الاجتماعي من أهم العوامل المؤثرة على الصحة النفسية، فمن دون مجتمع وعلاقات اجتماعية ينهار الإنسان جسديا ومعنويا، حيث يبدأ الإنسان منذ صغره عادة بتكوين علاقات اجتماعية أولها مع أمه، ثم أسرته والمجتمع، ويرتبط بقاء الإنسان على قيد الحياة بقدرته على التعايش الاجتماعي، ويختلف تعريف المجتمع باختلاف العلم الذي يعرف فيه، ويمكن تعريف المجتمع في علم الاجتماع بأنه تجمع بشري في نظام شبه مغلق.

 

ومجموعة من الناس تعيش وفق أسس وقوانين متفق عليه، ويمكن تعريف المجتمع في علم الاجتماع بأنه تجمع كتل سكانية في موقع معين، يتفق أفرادها على عادات وثقافات معينة، وليس المجتمع بمفهومه السطحي فحسب، وإنما الأسرة مجتمع، إذ إن الطفل حين يتأهل ويخرج من مجتمعه المصغر وهي أسرته، يسعى ليكون فردا فاعلا في المجتمع، وبذلك تتشكل نواة المجتمعات، وإن المدرسة مجتمع، وإن القبيلة مجتمع، إذ تنطبق علها خصائص المجتمعات، إذ يتجمع أفرادها في موطن واحد، ويتبعون نفس التقاليد، ويتسم أغلبهم تحت نفس السمات، وتسودهم ثقافة واحدة، وإن ما يهيئ المجتمع الواحد ليكون على صورة رجل واحد، هو تكيف جميع أفراده مع الظروف نفسها.

 

وخاصة الجغرافية، وإن أهم ما يميز المجتمع هو تعاون أفراده وتمسكهم ببعضهم، ويلبي كل فرد منهم حاجاته ومتطلباته، وقد حث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على التعاون والتراحم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، قَال ” من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا فليس منا ” وعن جرير بن عبد الله رضى الله عنه عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، قَال ” من لا يرحم لا يرحم ” فهذا هو طفل صغير كان يعيش في كنف أبيه الذي كان يغدق عليه من حبه وحنانه، فاستثار ذلك الحب والحنان إخوته من أبيه عليه، فحقدوا عليه بلا ذنب ارتكبه، ولا تقصير في جانبهم فعله، فأخذوا يتفكرون فيها كيف يتخلصون منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى