مقال

نفحات إيمانية ومع دور الأخلاق فى المجتمع ” جزء 3″

نفحات إيمانية ومع دور الأخلاق فى المجتمع ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروى

 

ونكمل الجزء الثالث مع دور الأخلاق فى المجتمع، فأبونا آدم عليه الصلاة والسلام رسول أرسل لأهل الأرض ونبي كريم شرع الله له التوحيد، وشرع له شرائع وسار عليها هو وذريته حتى وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام، فأرسل الله نوحا إلى أهل الأرض وهو أول رسول أرسله الله تعالى إلى أهل الأرض بعدما وقع الشرك فيهم، فدعا إلى توحيد الله عز وجل وأنكر الشرك بالله، وأقام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى توحيد الله وطاعته وترك الإشراك به ومعصيته، ثم بعث الله تعالى الرسل عليهم الصلاة والسلام بعد ذلك كلهم يدعون إلى توحيد الله وطاعته وترك ما نهى عنه سبحانه وتعالى كما قال عز وجل فى كتابه الكريم.

 

“ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت” وقال تعالى أيضا فى كتابه العزيز ” وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون” ثم ختمهم جميعا بأفضلهم وإمامهم نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو خاتم الأنبياء وخاتم المرسلين ليس بعده نبي ولا رسول كما قال الله عز وجل فى كتابه الكريم ” وما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين” وإن خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، هو خاتم المرسلين لأن كل رسول نبي ولا ينعكس فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول، وخاتم النبيين هو خاتم المرسلين عليهم الصلاة والسلام، والدعوة التي دعا إليها صلى الله عليه وسلم.

 

هي الدعوة التي دعا إليها إخوانه المرسلون وهي توحيد الله عز جل والإخلاص له وفعل ما أمر به سبحانه من الطاعات وترك ما نهى عنه من المعاصي، وأما عن قوله عز وجل ” وإنك لعلى خلق عظيم ” فإنه عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت”ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دعاه أحد من الصحابة ولا من أهل بيته إلا قال” لبيك ” ولذلك أنزل الله عز وجل “وإنك لعلى خلق عظيم” وفى قوله تعالى “وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك” فقد نزلت حين أراد الكفار أن يعينوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصيبوه بالعين، فنظر إليه قوم من قريش، فقالوا ما رأينا مثله ولا مثل حججه، وكانت العين في بني أسد حتى إن كانت الناقة السمينة.

 

والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول يا جارية خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم من لحم هذه، فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر، وقال الكلبي كان رجل من العرب يمكث لا يأمل يومين أو ثلاثة، ثم يرفع جانب خبائه فتمر به النعم فيقول ما رعي اليوم إبل ولا غنم أحسن من هذه، فما تذهب إلا قريبا حتى يسقط منها طائفة وعدة، فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالعين ويفعل به مثل ذلك، فعصم الله تعالى نبيه وأنزل هذه الآية، وفى قوله تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم” فيه مسألتان، فالأولى فى قوله تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم” قال ابن عباس ومجاهد ” على خلق ” أى على دين عظيم من الأديان.

 

وليس دين أحب إلى الله تعالى ولا أرضى عنده منه، وفي صحيح الإمام مسلم رخمه الله، عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت “أن خلقه كان القرآن” وقال الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه وعطية هو أدب القرآن، وقيل هو صلى الله عليه وسلم رفقه بأمته وإكرامه إياهم، وقال قتادة هو ما كان صلى الله عليه وسلم يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه مما نهى الله عنه، وقيل أي إنك صلى الله عليه وسلم على طبع كريم، وهكذا قال الماوردي وهو الظاهر، وإن حقيقة الخلق في اللغة هو ما يأخذ به الإنسان نفسه من الأدب يسمى خلقا، لأنه يصير كالخلقة فيه، وأما ما طبع عليه من الأدب فهو الخيم بالكسر، وهو السجية والطبيعة، لا واحد له من لفظه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى