مقال

نفحات إيمانية ومع الجعد بن درهم الخرسانى “جزء 5”

نفحات إيمانية ومع الجعد بن درهم الخرسانى “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع الجعد بن درهم الخرسانى، وأما عن الجعد بن درهم فكان في عام مائه وخمسه من الهجره، استلم الحكم في دمشق الخليفه هشام بن عبد الملك الذي عين خالد بن عبد الله القسري واليا على الكوفة، فقبض على ابن درهم، وفي أول يوم من أيام عيد الأضحى من ذلك العام، وقال خالد وهو يخطب خطبة العيد، أيها الناس ضحُّوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحى بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، ثم نزل فذبحه في أصل المنبر، وأما عن خالد بن عبد الله القسري البجلي، فهو قائد أموي وقد سكن دمشق ايام الأمويين من بطن شق الكاهن، من بنو قسر وهم بنو مالك من قبيلة بجيلة، ويكنى أبا القاسم وقيل أبا الهيثم.

 

وقد تباينت أقوال المراجع بشأن سيرته، فمنهم من ذمه وشتمه، ومنهم من مدحه وبجله، والأكثرون على ذمه لبغي فيه، حتى أنه هلك بسبب ذلك، إذ قتله الخليفة الأموي، وكان خالد هو الذي قبض على الجعد بن درهم وهو فارسي من خراسان من موالي بني أمية، وقتله بعد صلاة عيد الأضحى، وعندما بلغ الخبر الحسن البصري وأمثاله من التابعين شكروا ما فعله خالد البجلي بالجعد بن درهم، وعن قصة قتل خالد القسري للجعد بن درهم فقد تلقاها أهل العلم بالقبول وتناقلوها كالإمام البخاري وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم وإن كان قد ضعف إسنادها بعض أهل العلم، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وكان أول من أحدث هذا في الإسلام الجعد بن درهم في أوائل المائة الثانية.

 

فضحى به خالد ابن عبد الله القسري أمير العراق والمشرق بواسط، وقد خطب الناس يومالأضحى فقال أيها الناس ضحوا يقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم أنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما ثم نزل فذبحه، وقال أيضا وكان قدماء الجهمية تنكر أن يكون الله يتكلم، فإن حقيقة مذهبهم أن الله لا يتكلم ولهذا قتل المسلمون أول من أظهر هذه البدعة في الإسلام، وهو الجعد ابن درهم، وقد ضحى به خالد بن عبد الله القسري في يوم النحر وقال ضحوا أيها الناس تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذإبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه، ويقول شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله.

 

فلما اشتهرأمره في المسلمين طلبه خالد بن عبدالله القسري وكان أميرا على العراق حتى ظفر به فخطب الناس في يوم الأضحى وكان آخر ما قال في خطبته أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذإبراهيم خليلا تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه في أصل المنبر فكان ضحية، وقد أجمع أهل العلم على أن أول واجبات الإمام والوالي لأمور المسلمين هو حراسة الدين وسياسة الدنيا به فحراسةالدين معناها صيانته وحفظه من عبث العابثين وإلحاد الملحدين والزنادقة الذين يريدون أن يحرفوا الكلام عن مواضعه بل إن هذا الواجب هو أساس قيام أي مجتمع إسلامي سليم لأنه إذا أصبح الدين نهبا مباحا لكل ملحد وحاقد لم يبق للناس رابطة تجمعهم ولاسياح يحوطهم.

 

والأيام التي كان فيها ولاة الأمور يضعون هذا الواجب نصب أعينهم ويقفون بالمرصاد لكل محاولات الطعن والتحريف في الدين كانت فيها الأمة ظاهرة وقوية ومتماسكة وأما في الأيام التي يتنازل فيها الولاة عن هذا الواجب الأهم ترى فيهاالأمة ضعيفة مهملة دينها غرضا لك رامي وكلأ لكل راعي وصفحتنا تلك صورة من صورالتصدي لمحاولات العبث والتحريف في عقيدة المسلمين نرى فيها كيف كانت عزة الإسلام وقوته عندما يقف رجال للدفاع عنه ضد الملحدين والزنادقة، ويرجع أصل الجعد بن درهم إلى منطقة خراسان وكان من موالي بني مروان وجاء خراسان وسكن مدينة دمشق وابتنى بها دارا بجوار الكنيسة فهو في الأصل أعجمي وليس عربي، لذلك فلا عجب عندما يضل عن معاني القرآن الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى