مقال

نفحات إيمانية ومع ماء السماء بن حارثة “جزء 2”

نفحات إيمانية ومع ماء السماء بن حارثة “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع ماء السماء بن حارثة، ثم نكث أهل جرجان فحاصرهم مدة، وافتتحها عنوة، فصلب منهم مسافة فرسخين، وأسر اثني عشر ألفا، ثم ضرب أعناقهم على نهر جرجان حتى دارت الطاحون بدمائهم، وكان ذا، تيه وكبر، وقد رآه مطرف بن الشخير يسحب حلته ، فقال له إن هذه مشية يبغضها الله تعالى، فقال له أوما تعرفني ؟ قال له بلى، أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة، ويزيد بن المهلب كان أبوه هو المهلب بن أبي صفرة الأزدي وكنيته أبو سعيد، وهو من ولاة الأمويين على خراسان، وقد عينه الحجاج بن يوسف الثقفى، عاملا على خراسان عام ثمانى وسبعين من الهجره.

 

وقام بفتوحات واسعة في بلاد ما وراء النهر فقد قاد المهلب حملة استولى من خلالها على إقليم الصغد وغزا خوارزم وافتتح جرجان وطبرستان بذلك فرض سيطرة الدولة الأموية على أراض كثيرة فيما وراء النهر وكان لها أكبر الأثر في إثراء الحضارة الإسلامية، وقد برز في تلك المناطق علماء ومفكرون أمثال الخوارزمي والبخاري، وأما عن يزيد بن المهلب فهو يكنى بأبي خالد وهو أمير وقائد وهو أحد الشجعان الأجواد، وقد ولي خراسان بعد وفاة أبيه المهلب بن أبي صفرة عام ثلاثه وثمانين من الهجره، وأما عن خراسان الكبرى فهى منطقة جغرافية واسعة وكانت شمال غرب أفغانستان مثل مدينة حيرات وأجزاء من جنوب تركمانستان.

 

إضافة لمقاطعة خراسان الحالية في إيران، وكان من مدنه التاريخية، هى حيرات ونيسابور وطوس وهى تعرف باسم مشهد اليوم، وبلخ ومرو، وقد كان إقليم خراسان الساساني هو أصغر حجما من خراسان الإسلامية، فقد كان يمتد من شرق لوكانيا وهى جرجان، حتى نهر المرغاب، وكان غالبية سكان الإقليم هم من الفرس والبشتون والبلوش مع وجود للترك في الأقسام الشمالية، وقبل دخول الإسلام كان الإقليم مركزا للديانة المجوسية وخصوصا في بلخ في أفغانستان، وعند تجذر الإسلام في المنطقة اعتنق عامة الخرسانيين الإسلام حيث كانوا في الغالب من السنة الشافعية، وبعض الحنفية، في حين توجد الشيعة في الإقليم أيضا وقد تركزوا في مدينة طوس.

 

وما جاورها وهى تعرف باسم مشهد حاليا، ثم بعد حكم الصفويين، اعتنق معظم سكان القسم الإيراني المذهب الشيعي، في حين أنه لا تزال هناك مجموعات سنية كبيرة في الإقليم خاصة في الشرق وهى على حدود أفغانستان، وفي الشمال وهى على حدود تركمانستان، وكان يزيد بن المهلب فى ولايته قد مكث نحوا من ست سنين ثم عزله عبد الملك بن مروان برأي الحجاج بن يوسف الثقفى وهو أمير العراقين في ذلك العهد، وكان الحجاج بن يوسف يخشى بأسه فلما تم عزله قام الحجاج بحبسه، وأما عن الخليفه عبد الملك بن مروان، فهو أبو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي وهو الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة الأموية.

 

وقد ولد في المدينة المنوره، وتفقه فيها علوم الدين، وكان قبل توليه الخلافة ممن اشتهر بالعلم والفقه والعبادة، وكان أحد فقهاء المدينة الأربعة، وقال الأعمش عن أبي الزناد، أنه كان فقهاء المدينة أربعة، وهم سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان، وقد استلم الحكم بعد أبيه مروان بن الحكم سنة خمسه وستين من الهجره، وحكم دولة الخلافة الإسلامية واحدا وعشرين عاما، وأما عن الحجاج بن يوسف، فهو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي وهو قائد في العهد الأموي، وقد ولد ونشأ في الطائف وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان فكان في عديد شرطته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى